لفتت منحوتة الشاب السعودي خالد العطاف (26 عاماً) التي حملت عنوان «حياة» وعرضها على حسابه في مواقع التواصل أنظار المتابعين، حيث حرص من خلال موهبته على ترجمة النصوص والأحداث إلى أعمال فنية ملموسة تجمع ما بين التصوير البصري، والنحت، والترجمة للمشاعر الإنسانية الصامتة من خلال دمج الظروف الإنسانية الراهنة في الحجر المنزلي، والتطرق لقضايا فلسفية، في عمل فني يحاكي حياء الروح البشرية بعد الفناء على شكل نبتة، وتصويرها بشكل جمالي خلاق.

طابع فلسفي وإنساني

ليست هناك مدرسة محددة يسير على خطاها العطاف فهو يمارس مهنة التصوير الاحترافي منذ سنوات لكن فترة العزل صنعت أفكاره الخاصة من خلال دمج عدة فنون ما بين النحت، والتصوير، والمونتاج في فكرة واحدة يقدمها عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عكف على ترجمة أفكاره المدونة من زمن ويحولها لأفكار ملموسة على أرض الواقع، ويستخدم الحس الفلسفي والإنسانية في نسج أعماله التصويرية فمن أهم أعماله الإنسانية تصويره لأحد الأشخاص المصابين بمرض البهاق في قصر قديم ومهجور في منطقة الرياض من عدة زوايا تحاكي فكرة انعزال هذه الفئة من الناس بعيداً عن أنظار الناس المتطفلة والعيون المستغربة تجاه اختلافهم الجلدي، إذ يعمل العطاف على مشروعه الخاص في ذات السياق الفلسفي ليشكل ثورة جديدة في عالم الفن البصري، والنحت، والموسيقى تجاه مواضيع إنسانية، واجتماعية هادفة.

الارتباط بالموت والبعث البشري

يقول العطاف إن التمعن والعزلة يجعلانك ترى الأشياء حولك وكأنك لم ترها من قبل، حيث إن المنحوتة كانت متواجدة أمامي منذ زمن لكن عامل البقاء مع النفس أطول وقت ممكن ساعد على ملاحظاتها وتخيلها بطابع فني مختلف فهي تشبه النصف السفلي من الجسد، ومن ثم قمت بإضافة النبتة في أعلى المنحوتة كي تشكل جسداً كاملاً، وبعد الانتهاء منها جسدت من منظوري الخاص بعث البشر بعد الموت كالنبات المنبعث من باطن الأرض.

رسومات ذات ألوان معبرة

التقت «الوطن» الرسامة غادة محمد العتيبي، التي عكفت على تنمية مهارات الرسمة لديها من خلال رسم لوحات فنية متنوعة ذات طابع كرتوني بألوان الباستيل الصيفية، تهدف من خلالها إلى تطويرها لتصبح أعمالا كرتونية، وأضافت العتيبي أن فترة العزل تعد فترة مناسبة للتدريب على الرسم وتصحيح الأخطاء، وتطوير الأعمال الفنية المؤجلة، إذ تطمح إلى عرض أعمالها في معرض خاص بعد الانتهاء من الأزمة الراهنة.