غالبا ما يتم انتقاد لاعبي كرة القدم اليوم لكونهم روبوتات رتيبة وغير مطلعة ومدرَّبة على التعامل إعلاميا، ولكن إفساد مهنة كاملة بفرشاة واحدة سيكون أمرا غير منصف، فهناك كثير من الشخصيات المحببة التي قدمتها اللعبة على مر السنين، اختارت مجلة FourFourTwo البريطانية، قائمة ضمت أكثرهم تميزا على الإطلاق.

1. أندريا بيرلو

"جزء من عملي لم أتعلم حبه أبدا هو الإحماء قبل المباراة... أكره ذلك من كل كياني، في الواقع إنه يقرفني"، هكذا قال أندريا بيرلو في سيرته الذاتية (أعتقد لذلك أنا ألعب)، لم يكن صانع الألعاب الإيطالي واحدا أبدا ممن يرهقون أنفسهم على أرض الملعب، بدلا من ذلك كان ينضح أناقة، يمرر كرات قطرية دقيقة ويحني الركلات الحرة في زاوية المرمى العليا، وبناء على أسلوب لعبه، يعد صاحب اللحية الأنيقة، أحد أروع لاعبي جيله.

2. يوهان كرويف

مزيج المهارة والجدية وذكاء التفكير والاختيال، يُبرز لماذا يعد كرويف آيقونة بينما كان معاصروه بيليه وبيكنباور عظماء اللعبة، كانت تحيط به هالة من الغموض تومئ إلى أنه لم يلعب كرة قدم أفضل من أي شخص آخر فحسب، بل كان يعرف أكثر منهم، قال أشياء لم يقلها أحد قبله وفعل أشياء لم يفعلها أحد من قبل.. كونك عبقريا وغامضا أمر جيد، ولكن لكي تصبح رمزا حقيقيا، يجب عليك أيضا أن تبدو أنيقا مثل الملك يوهان.

3. جورج بيست

ارتبط إدمانه الكحول بأفول نجمه ووفاته، بيد أن تسميته O Quinto Beatle (البيتل الخامس) من صحف البرتغال، لم تأت من فراغ، كان (صبي بلفاست) أول لاعب كرة قدم (روك أند رول) في بريطانيا، جمع بين "قدم حساسة مثل يد النشال" كما وصفته صحيفة (الأوبزيرفر)، مع شهية لا مثيل لها للإفراط، تزوج عارضات أزياء وامتلك ملاهي ليلية ودخل السجن، في المقابل صنعت أفلام تكريما له، وسميت مطارات باسمه.

4. إيريك كانتونا

على الرغم من أنه كان موهوبا، فإن صداماته مع زملائه في الفريق ومدربيه والمسؤولين، قادته إلى تمثيل 6 أندية بين مغادرة أوكسيرعام 1988 والانضمام إلى مانشستر يونايتد عام 1992، لم يشاهد ملعب "أولد ترافورد"، بل وحتى الكرة الإنجليزية، ما يشبه كانتونا أبدا، ويتذكر أليكس فيرجسون، الذي فاز فريقه بـ4 ألقاب دوري في 5 سنوات مع كانتونا أن "نوبة جنون كانت تصيب المدرجات في كل مرة يلمس فيها الكرة".

5. رونالدينيو

كتب الصحفي الأوروجواياني إدواردو جاليانو ذات مرة "في تاريخ كرة القدم بأكمله لم يسعد أحد أكثر من الناس من جارينشا"، بيد أنه لا أحد أظهر سعادة وبهجة أثناء لعبه كرة القدم أكثر من مواطنه رونالدينيو، بأسنانه البارزة وقميص برشلونة الواسع وشعره الطويل المجعد، كان البرازيلي الساحر يذكر المشجعين وباستمرار لماذا وقعوا في حب كرة القدم في المقام الأول، حركة قدميه ومهاراته الاستثنائية جعلت منه الأكثر امتاعا في جيله.

6. سقراط

عصابة الرأس التي ارتداها في كأس العالم 1986 جنبا إلى جنب مع تلك اللحية المميزة، كافية ليكسب مكانا في هذه القائمة، كان مفكرا عميقا مثل الفيلسوف اليوناني الذي سُمي باسمه، كان رمزا للمفارقات، درس الطب ومع ذلك كان مدخنا شرها، قام بحملة من أجل الديمقراطية وضد الديكتاتوريات ومع ذلك سمى فيدل كاسترو من بين أبطال طفولته وتعاطف مع القذافي، كان زوجا وأبا مخلصا، ولكنه أيضا وباعترافه زير نساء.

7. رود خوليت

لم يكن مجرد واحد من أفضل لاعبي جيله في حقبة ازدحمت بالأساطير، بل كان النجم الذي اشتهر بجدائل شعره من أروعهم أيضا، تفوق لاعب وسط ميلان السابق في جميع مجالات اللعبة، حيث أدار المباريات وتحكم في سيرها بشخصية فريدة وجعل لعب كرة القدم يبدو وكأنه أحد أسهل الأشياء في العالم، ومع قدومه عام 1995 إلى تشيلسي الإنجليزي قدم الهولندي حقنة بريق كان "البريميرليج" في أشد الحاجة إليها.

8. ليف ياشين

عُرف بشكل مختلف بأسماء "العنكبوت الأسود" و"الأخطبوط الأسود" و"النمر الأسود"، وهذه الكلمة الشائعة "الأسود" هي التي جعلت ياشين بارزا، بيد أن زيه الأسود الكامل الذي ارتداه لإخافة المنافسين كان واحدا فقط من أشياء عديدة جعلته، بكل بساطة، أول حارس مرمى عظيم حديث، كان مهما للغاية بالنسبة لناديه ومنتخب بلده حتى أن مدربيهما غضوا الطرف عن عاداته السيئة كالتدخين، رغم حظرها على لاعبين آخرين.

9. كارلوس فالديراما

ربما كان الدولي الكولومبي السابق هو صاحب أكثر تصفيفة شعر يمكن التعرف عليها على الفور في تاريخ اللعبة، حيث يشكل شعره الأشقر (الأفرو) وشاربه جزءا كبيرا من أسطورته، فالديراما موهوب بشكل رائع يسرب الإبداع على المستطيل الأخضر، وإن كان يفتقد إلى حد ما السرعة والقدرة على التحمل، ويتذكر الدولي الفرنسي لوران بلان زميله السابق في مونبلييه "غالبا ما كان يفعل أشياء معظمنا يحلم فقط بفعلها".

10. زين الدين زيدان

لاعب من طراز وجوهر، وإن أظهر فنان الوسط الفرنسي من الصفة الثانية أكثر قليلا عندما أنهى مسيرته الدولية عن طريق زرع رأسه في صدر المدافع الإيطالي "ماتيرازي" خلال نهائي كأس العالم 2006، مع هذا، نوعية مداعبة زيدان للكرة لا مثيل لها، بفضل شرارته الإبداعية ساعد فرنسا على أن تتوج بطلة للعالم وأوروبا خلال فترة وجوده، وبصمت تسديدته الهوائية في "هامبدن بارك" عام 2002 أحد أعظم الأهداف.

11. تيري هنري

يعتبر أعظم لاعب في "البريمرليج" الإنجليزي على الإطلاق، تمكن بطريقة ما أن يكون متألقا تماما، بينما كل شيء يفعله يبدو بلا أي عناء، يترك أسطورة آرسنال المدافعين في أعقابه بشكل روتيني دون أن تسقط منه نقطة عرق (فقط اسأل جيمي كاراجر).. أنيق داخل وخارج الملعب، قال في عام 2012 "كنت دائما أقول لنفسي، لا داعي للذعر.. لديك الكرة، لماذا يجب أن تصاب بالهلع؟ يجب على الجميع الذعر، وليس أنت".

12. رينيه هيجيتا

اشتهر بركلة "العقرب" الرائعة التي نفذها ضد إنجلترا، بيد أن هذا لم يكن أكثر ما فعله جنونا في ملعب كرة قدم.. إنه حارس مرمى بالاسم فقط، أخذ هيجيتا اللعب من الخلف إلى مستوى جديد، يتقدم بانتظام إلى الأمام لبدء الهجمات مع بعض المراوغات المتهورة التي حملته في بعض الأحيان إلى منطقة جزاء المنافس، وأحيانا أثبت أسلوبه الجريء أنه مكلف، عندما تسبب في إقصاء كولومبيا أمام الكاميروني روجر ميلا عام 1994.

13. دييجو مارادونا

الجدل لا ينتهي حول أي مهاجم أرجنتيني (أشول) وقصير القامة هو الأفضل في كرة القدم، مع هذا هناك شيء واحد مؤكد، شخصية مارادونا كانت دائما أكثر إثارة للاهتمام من شخصية ميسي المهذبة، حظي بالتقدير في نابولي لمآثره على أرض الملعب وارتباطه خارجه بأنصار النادي، إلا أنه لم يبتعد أبدا عن العناوين الرئيسة، سواء بهدف اليد الشهير في 1986 أو إيقافه 15 شهرا لاستخدام مادة محظورة بعدها بسنوات قليلة.

14. ريفيلينو

ربما كان بيليه النجم بلا منازع، وكارلوس ألبرتو قائد الفريق الملهم وجرزينيو هدافه الأول، ولكن لم يلخص أحد تألق وأسلوب لعب برازيل 1970، أو "فريق القرن" كما أجمع النقاد على تسميته، مثل ريفيلينو.. مزيج من قدم يسرى لا تعرف الرحمة وجوارب متهدلة وشارب عريض، بتسجيله هدف "السيليساو" الافتتاحي في البطولة، عبر ركلة حرة من تخصصه حصل ريفيلينو على لقب Patada Atomica (الركلة الذرية).

15. روبرتو باجيو

أكثر بكثير من مجرد لاعب لا يُنسى.. مشاهدته تثير البهجة، قاد الإيطالي منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم عام 1994 بمفرده تقريبا قبل أن يضيع ركلة الجزاء الشهيرة عندما وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح المشؤومة.. قادر على الإذهال في أي لحظة، جذبت أهدافه المدهشة في التسعينيات جحافل من المتابعين، وحتى بعد اعتزاله فاز بجائزة "رجل السلام" من الحائزين على جائزة نوبل للسلام لنشاطه في مجال حقوق الإنسان.

16. زفونمير بوبان

قضى مع ميلان أكثر من 10 سنوات، وكان ضمن الفريق الأسطوري الذي سحق برشلونة في نهائي دوري الأبطال 1994، مع هذا، ما يتذكره الجميع أولا عن بوبان هو ركله شرطيا، في عام 1990 كانت يوغوسلافيا المتصدعة تحت التوترات العرقية تحتضر، وواجه فريقه دينامو زغرب منافسه ريد ستار بلجراد، اقتحمت الشرطة الملعب بعد اندلاع العنف في المدرجات، وعندما رأى بوبان شرطيا يضرب أحد مشجعي دينامو، قفز وركله في صدره.

17. بول برايتنر

يحب بعض لاعبي كرة القدم إبقاء رأسهم بعيدا خارج أرض الملعب، مطبقين القول بأن الرياضة والسياسة لا يختلطان، وبرايتنر لم يكن أحد هؤلاء اللاعبين، لاعب بايرن ميونيخ السابق وريال مدريد قال إن موت تشي غيفارا كان له "تأثير كبير" عليه، وذات مرة أخذ معه لحصة التدريب نسخة من كتاب ماو الأحمر الصغير، ووبخ البايرن - النادي الذي لعب له أكثر من 300 مباراة - باعتباره "حديث النعمة والأرستقراطية القائمة على المال".

18. جابريل باتيستوتا

مشهد باتيستوتا وهو يؤدي احتفاله بالمدفع الرشاش الشهير بقميص فيورنتينا كاف لجعل عشاق الحنين للماضي يجثون على ركبهم، الشعر الطويل والحس التهديفي المتفجر جعله أحد أكثر اللاعبين متابعة في عصره، ومعدل أهدافه المذهل في الدوري الإيطالي أثبت أنه لم يكن هناك فقط ليبدو حسن المظهر، سجل أرقاما مزدوجة في كل مواسمه التسعة في فلورنسا، قبل أن يسجل 20 هدفا في موسمه الأول مع روما ويفوز بالسكوديتو.

19. دينيس بيركامب

اشتهر النجم الهولندي باسم "رجل الثلج" لقدرته على البقاء هادئا للغاية تحت الضغط، كان أسطورة أرسنال عبقريا لا يقيده شيء ودائما ما يضع الكرة تحت أوامره، سواء كان الأمر يتعلق بتلقي تمريرة بعيدة عالية أو بشق طريقه أمام تدخلات منافسيه، أضاف خوفه من الطيران ورفضه القاطع حتى محاولة ذلك، مزيدا من الفضول حوله، قال ذات مرة "وراء كل ركلة للكرة يجب التفكير"، وهو ما يلخص بدقة نهجه الفلسفي في اللعبة.

20. جونتر نيتزر

لم يكن نيتزر مضطرا ليرهق نفسه أو القيام بتدخل ضد منافس، فهو لديه من يقوم بأداء هذه المهام الاعتيادية والمملة، وتخصصه التمرير الدقيق بعيد المدى، وكما قال الكاتب الألماني هيلموت بوتيجر ذات مرة "تمريراته كانت تتنفس روح اليوتوبيا".. ربما يكون الغرباء مفتونين أكثر ببرايتنر لتسريحة شعره واقتباسه مقولات الرئيس ماو، لكن الألمان كانوا يعلمون أن نيتزر هو الصفقة الحقيقية