لا يشترط أن يصاب كل من يواجه حدثا مرهقا بالصدمة، ومع ذلك تقدر بعض الأبحاث أن 60 وحتى 75 % من الناس يعانون من حدث صادم في مرحلة ما من حياتهم.

والصدمة النفسية عموما تعرف بأنها المرور بحالة من الضّيق الشّديد نتيجة حدوث أمر رهيب وفظيع أو موقف مهدد، كفقدان شخص عزيز أو أن يكون شاهدا على حدوث حالة وفاة أو التّعرض لحادث كبير أو اعتداء أو اعتقال أو حدوث حرب أو كوارث بيئيّة أو الإصابة بمرض خطير وغيرها من الحوادث المفاجئة والصّادمة وغير المتوقع حدوثها.

هناك أنواع مختلفة من الصدمات يعانيها بعض الأشخاص، ولها أعراضها التي تزول بعد بضعة أسابيع، أو تستمر لفترات طويلة، وباستخدام العلاج، يمكن للناس معالجة السبب الجذري للصدمة وإيجاد طرق بناءة لإدارة أعراضهم.

استجابة عاطفية

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA)، فإن الصدمة هي «استجابة عاطفية لحدث مروع مثل حادث أو اغتصاب أو كارثة طبيعية»، وقد يعاني الشخص من الصدمة كرد فعل على أي حدث يجده مهددا جسديا أو عاطفيا أو ضارا، ويمكن للمصاب بالصدمة أن يشعر بمجموعة من المشاعر مباشرة بعد الحدث وعلى المدى الطويل.

قد يشعر بالإرهاق أو العجز أو الصدمة أو يجد صعوبة في معالجة تجاربه، كما يمكن أن تسبب الصدمة أيضا أعراضا جسدية.

الأعراض

تتراوح أعراض الصدمة من خفيفة إلى شديدة، وتحدد عدد من العوامل كيفية تأثير الحدث الصادم على الشخص، بما فيها خصائص الصدمة، ووجود حالات صحية نفسية أخرى، والتعرض السابق للأحداث المؤلمة، ونوع وخصائص الحدث أو الأحداث، وخلفية المصاب ونهجه في التعامل مع العواطف.

الاستجابات العاطفية والنفسية

وإلى جانب رد الفعل العاطفي، يمكن أن تسبب الصدمة أعراضا جسدية، مثل الصداع، وأعراض الجهاز الهضمي، وإعياء قلب، والتعرق.

تجارب صادمة

تقدر بعض الأبحاث أن 60 - 75 % من الناس يعانون من حدث صادم في مرحلة ما، وفي المملكة المتحدة حددت الأسباب المحتملة للصدمة بكل من التسلط، والمضايقة، والاعتداء الجسدي أو النفسي أو الجنسي، والتصادمات المرورية، والأمراض المهددة للحياة، والفقدان مفاجئ لأحد أفراد الأسرة، والاختطاف، وأعمال الإرهاب، والكوارث الطبيعية، والحرب.

ولدى الناس ردود فعل مختلفة تجاه الأحداث المؤلمة، على سبيل المثال يمكن لأولئك الذين يعيشون في نفس الكارثة الطبيعية الاستجابة بشكل مختلف تمامًا على الرغم من تجربة نفس الحدث.

العلاج

يمكن لعديد من العلاجات مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الصدمات على التكيف مع أعراضهم وتحسين نوعية حياتهم، ويعد العلاج النفسي، هو علاج الخط الأول للصدمة.

ويمكن للمصاب الاستفادة من عدة أنواع للعلاج، ومنها العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد الناس على تغيير أنماط تفكيرهم من أجل التأثير على سلوكهم وعواطفهم.

وتدعم الأدلة العلاج السلوكي المعرفي باعتباره النهج الأكثر فعالية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة.

كما يمكن اللجوء إلى العلاجات الجسدية، حيث يستخدم بعض المعالجين تقنيات جسدية أو قائمة على الجسد لمساعدة العقل والجسم على معالجة الصدمات.

ووجدت مراجعة للأدبيات في مجلة العلاج النفسي والاستشارات الأسترالية أن العلاجات القائمة على الجسم يمكن أن تساعد مجموعة من الناس.

تتضمن هذه العلاجات، التجربة الجسدية التي تساعد الشخص على استعادة الذكريات المؤلمة في مكان آمن، وهناك كذلك العلاج النفسي الحسي الحركي الذي يجمع بين العلاج النفسي والتقنيات القائمة على الجسم لتحويل الذكريات المؤلمة إلى مصادر قوة، وكذلك هناك تحفيز الوخز بالإبر، وهو يتضمن ممارسة الضغط على نقاط معينة في الجسم، مما يؤدي إلى حالة من الاسترخاء.

الأدوية

لا يمكن للأدوية وحدها علاج الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة ولكن يمكن أن تساعد الشخص على التحكم في الأعراض مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.

مشاعر تنتاب المصاب بالصدمة

إنكار

غضب

خوف

حزن

عار

التباس

قلق

كآبة

خدر

ذنب

يأس

تهيج

صعوبة في التركيز

ثورات عاطفية

كوابيس

أنواع من الصدمات

الصدمة الحادة

تنتج عن حدث واحد مرهق أو خطير.

الصدمة المزمنة

تنتج عن التعرض المتكرر والمطول لأحداث شديدة التوتر مثل حالات إيذاء الأطفال أو التسلط أو العنف المنزلي.

الصدمة المعقدة

تنتج عن التعرض لأحداث صادمة متعددة.

الصدمة الثانوية (أو غير المباشرة)

وفيها يصاب الشخص بأعراض الصدمة من الاتصال الوثيق مع شخص تعرض لحدث صادم، وهذه قد يتعرض لها أفراد الأسرة، وإخصائيو الصحة العقلية وغيرهم ممن يهتمون بأولئك الذين عانوا من حدث صادم، فهم معرضون لخطر الصدمة بالإنابة.