مراراً كرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في خطاباته الحديث عن إرث أجداده، وامتداد جغرافيته حين كانت إمبراطورية عثمانية، مردداً كثيراً من المغالطات لتبرير أطماعه التوسعية، التي بادر خبراء عسكريون وسياسيون للتحذير منها، معربين عن قلقهم منها، وأخطرها كما يقولون، سعيه لوضع قدم في اليمن عبر بوابة «جزيرة سقطرى» بمساعدة حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، حيث يوالي الحزب الإخواني إردوغان.

يجمع هؤلاء الخبراء على أن جزيرة سقطرى اليمنية ذات الموقع الاستراتيجي المهم تعد هدفا محوريا لإردوغان نظراً لقربها من القاعدة التركية الكبرى في الصومال، والسيطرة عليها تمنحه تدخلا مباشرا في اليمن.

يرى هؤلاء أن أطماع إردوغان تقوم على تفتيت العالم العربي، وقد اتضح ذلك ليس من تصريحاته وخطاباته فقط، بل وكذلك من تدخله المفضوح في أنحاء مختلفة من الدول العربية (سورية، والعراق، وقطر، والسودان وليبيا).

قوة إقليمية

شكل الأتراك عبر تاريخهم قوة إقليمية، واحتلوا كثيراً من مناطق الوطن العربي لسنوات طويلة، وهم يسعون اليوم بالتعاون مع إيران، وكذلك إسرائيل إلى تقسيم المنطقة بما يحقق مصلحتهم، ويضمن لهم السيطرة على مصادر المياه والنفط والموانئ.

وكشف الخبير السياسي والعسكري، العميد ركن حسن الشهري أن الأمة العربية تعرضت إلى مؤامرة تاريخية كبرى، وزاد طين المؤامرة بلة أن الاستعمار حرمها من المعرفة والتنمية، وأطلقت فيها كيانات وتنظيمات مثل تنظيم الإخوان المسلمين وتسليط الأقليات لحكم الأكثرية، وقابل ذلك حراك عربي شامل للاستقلال، وبدأت الحروب العربية الإسرائيلية، وتشكل ما يعرف بدول الطوق التي تمثل: مصر والسعودية والأردن وسورية والعراق ولبنان، وقابل الغرب والاحتلال الاسرائيلي هذه الدول بما يعرف بطوق الطوق، وهي تركيا وإيران وإثيوبيا، وظهرت إستراتيجية مسؤول الأمن القومي الأمريكي برنارد لويس، والتي وافق عليها الكونجرس الأمريكي بتقسيم المقسم، وترجم ذلك من خلال نظرية كونداليزا رايس المعروفة بالفوضى الخلاقة التي أنجبت ثورات ما سمي «الربيع العربي»، والمستهدف هو الإسلام، وبيضة الإسلام المملكة العربية السعودية.

وقال «وقفت السعودية بقوة تجاه ذلك، وأحيت الأمل بين ركام اليأس والمعاناة بانتزاع مملكة البحرين من فم الأفعى الإيرانية عام 2011، ودعمت مصر وجيش مصر في ثورته ضد حكومة الإخوان منتصف 2013، ثم نقطة التحول الإستراتيجية بعاصفة الحزم 2015 التي عصفت بأحلام ملالي طهران للمرة الثانية، وتحققت نجاحات كبيرة أخرجت مطايا طهران من معظم الأراضي التي احتلوها».

إخوان اليمن

أرجع الشهري تأخر الحسم في اليمن، إلى «سيطرة قادة الإخوان في اليمن والموالين لتركيا وأذنابها في قطر على القرار داخل جيش الشرعية، وهذا أخل بشروط إستراتيجية استعادة الشرعية، فالإخوان يعادون السعودية، وقد سلموا المعسكرات والمعدات والمواقع والمحافظات للحوثيين، وعلى ذلك عاد الإرهاب والاغتيالات إلى المحافظات المحررة، وتعذر نجاح الشرعية في تنمية المناطق المحررة، وإدارة العمليات العسكرية في المحافظات الشمالية بتدخلات أعداء التحالف في أنقرة والدوحة وطهران وصولاً إلى التنسيق السري مع نظام إردوغان لإعطاء تركيا موطئ قدم في اليمن من خلال أعضاء بارزين في حزب التجمع ومنهم حميد الأحمر ومستشار وزير الإدارة المحلية المقيمين في تركيا، ثم ظهر ذلك للسطح بعد أن تم تعيين محافظ شبوة محمد بن صالح بن عديو قبل عامين والبدء باستقبال الاستخبارات التركية تحت غطاء منظمة آفاد للإغاثة عن طريق فريق عمل حزب الإصلاح المقيم في مسقط برفقة فريق العمل الحوثي، وعبر منافذ المهرة، وعن طريق زوارق بحرية وصلت إلى شواطئ شبوه، واستقبلتها قيادتا اللواء الثاني مشاة بحري واللواء الثاني مشاة جبلي المسؤولتان عن حماية سواحل شبوة، وتنقلوا بين شبوة ومأرب برفقة مرشد إخوان شبوة محسن الشريف، وبدعم وتسهيل من وزير الداخلية أحمد الميسري، وصولاً إلى ذراع إردوغان في اليمن حمود المخلافي الذي أنشأ عدة معسكرات وجند الآلاف خارج نطاق الشرعية لخدمة أهداف التنظيم وأنقرة والدوحة».

كشف المستور

حذر المحلل السياسي الدكتور أحمد الركبان من مغامرات إردوغان المتهورة، ومحاولته التدخل المباشر في الأزمة اليمنية، وطالب بضرورة كشف المستور وفضح ما خفي من دسائس وخيانات بمسمياتها، خاصة داخل الحكومة الشرعية اليمنية، وبعض دول المنطقة.

وشدد على «ضرورة اتخاذ موقف عربي وإسلامي موحد وصارم تجاه نظام الحمدين الذي سخره إردوغان والإخوان بتنظيمهم الإرهابي لتنفيذ أجندة تدميرية من خلال استغلال ثرواته وقنواته الإعلامية التي تتآلف مع تطلعات إردوغان وأطماع الإخوان في إحياء مشروع الفوضى الخلاقة».

وتساءل «ما المانع من قطع العلاقات مع هذا النظام الإرهابي من جميع الدول العربية والإسلامية حتى يعود إلى رشده؟!».

وشدد على أن معظم منابر القنوات الإعلامية القطرية في الدوحة وإسطنبول والقنوات الإيرانية في طهران ولبنان أتيحت للأبواق الناعقة لمهاجمة التحالف العربي فيما يتعلق بأحداث سقطرى متناسين الحوثي المسيطر على صنعاء والذي يقتل بصواريخه وعلى مدار الساعة أبناء اليمن الأبرياء، حيث لم يعد ضمن أولوياتهم سوى تمجيد إردوغان ودعوتهم المفضوحة له للتدخل في الشأن اليمني».

تنسيق حوثي إخوانجي

وصف مستشار وزيرالإعلام اليمني طارق الشرفي الإخوان بأنهم أداة غدر وخيانة، وأكد أنهم يتعاونون مع الحوثي كعملاء ومخبرين، ويمدونه بكثير من المعلومات والتفاصيل، وينسقون معه على المستوى العسكري، وقال: «إخوان اليمن يتحملون مسؤولية معاناة الشعب اليمني منذ 2011 وإطالة أمد الحرب بسبب إستراتيجيتهم المتوافقة مع المشروعين الإيراني والتركي».

وأضاف «منذ أمد بعيد تحولت معظم وسائل إعلام ونشطاء وقيادات الإخوان وحلفائهم لمهاجمة الشرعية والتحالف العربي، حتى وصل الأمر حد طلب التدخل التركي في اليمن، في استكمال لمشروعهم وخيانتهم التي دفعتهم لسحب القوات من جبهات نهم وكتاف وحجور وتسليمها للحوثي، ودفعتهم لخوض حرب عبثية في أبين لتحرير المحرر وقتال من حرروا أرضهم من قبضة الحوثي الذي يطرق أبواب مأرب».

لماذا يطمع إردوغان في سقطرى؟

بوابة مباشرة لدخوله اليمن

قربها من القاعدة التركية في الصومال

أبواق الإخوان تطلب منه التدخل المباشر

أطماعه التوسعية وحلم استعادة جغرافية العثمانيين

الحرص على إظهار تركيا كقوة إقليمية مؤثرة