هناك مقولة «في الإعادة إفادة والتكرار يعلم الشطار»، وبعضهم «يقول التكرار يعلم ذاك أبو عيون جريئة وأذان طويلة».

صدقوني، الحمير فصيلة تتفرد بأخلاقها، ومن أهمها الصبر والتعود، وعن الصبر عمركم شفتم أو سمعتم حمارا يشكي ولو من باب الدلع، وما بدنا نعيد قصة الدلع بره وبعيد حوالينا ولا علينا، وذكرني هذا بمثل شعبي يقول «الكبير لما يدلع زي الخشب لما يتخلع»، وإيش بالكم لو حمار كبير السن والحافر وكمان يدلع.

طبعا كانت سيرة وانفتحت، هو أصلاً ماعاد في دلع، ومن حيث التعود الحمار تروح به المشوار بالكثير مرتين ثلاثة وخلاص ولا تحتاج GPS ولا خارطة طريق التي عمرها ما فلحت، والتي خرطت القتاد وخلت النار دخان ورماد.. عموما الحمار دغري وأنت نايم على ظهره تسولف بالجوال تلقى نفسك عند المكان الذي عودته عليه، بس المشكلة التي عند الحمار أنه راْسه وألف سيف ما يغير خطوته زي الربوت، ولكن صراحة خذ ولد، فالحمار كلمته واحدة ما يلف ولا يدور، نِعم الحمار والحمير قليل.

هذا عن الحمير، لكن هل كل الشطار يتعلمون من التكرار، أشك في ذلك، فكثيرون بحكم أن الواحد منهم حاسس أو يعتقد أنه من فئة الشطار، فيعتمد على أنه كذلك، وهو الفاهم الأوحد وذو الرأي الأسد الذي لا يشق له غبار ولا طين، ومش مهم يأخذ بالأسباب أو بمقولة الاحتياط واجب، وأنتم تعرفون أن الغرور هو الطريق المختصر المؤدي إلى مقبرة الفاشلين التي سببها العمى وعمى البصيرة أشد من عمى البصر، وتصور شخص ما يسوق وهو أعمى البصيرة، هنا واحد مستذكي بيقاطع ويقول شوف عمى البصر هنا أهم، وأرد عليه أصلا الذي خلاه يسوق وهو ضرير عمى البصيرة.

كدنا ننسى موضوعنا لكن أبداً نحن في صلب الموضوع، بس الحمار كان مثالا ناجحا للتعلم، ولكن مع الأسف أن كثيرين لا يتعلمون ولا يعتبرون لا من التكرار ولا مما مر على غيرهم، وخاصة من بعض الزعامات في العالم الذي بالي بالك، والتي أتت عن طريق الثورات أو على أسنة الدبابات وألسنة المطبلين أو الانتخابات أم 99 /100، والحقيقة هي أم 44 التي على صغرها تلدغ ولا ترحم وليس لها صاحب، ويقال إنها أم مثالية فهي تحضن بيضها حوالي أسبوعين، وسميت بذلك لأن الزوائد في جسمها 44 وليس أرجلها والتي واللهم لا حسد تصل أحيانا إلى 300 رجل، وعشان كدا لما تكون مستأنسة ومكيفة تقدر تحط 150 مرة رجلا على رجل.

وبالعودة إلى انتخابات 99 /100، السؤال حتى الآن مش عارف تاركين هذا الواحد الباقي لمين، يمكن بعزقة وإبداء حسن نيةً تغطي على لهط المال العام، ولكن الصراحة مش على كل من هب ودب، إنما في الجيب الخاص للمسؤول عن الحفاظ على الأموال العامة، والحقيقة ما قصر بل حلق الميزانية ونتفها لآخر شعرة من جسمها، وكأنه لا شاف ولا سمع عن مصائب السابقين، ولا تعلم من أخطائهم، وأنه هو مقطع السمكة وذيلها، وفي اليومين الماضيين قرأت أن أحدهم والذي بعد ما كان هو الرئيس ولقومه «المشير» أصبح على الحصير، هذا بذاته مصاريفه النثرية الشهرية يعني على الشاي واللوز والحبحبو والذي منه فقط حوالي 70 مليون ريال، يعني في السنة 840 مليون ريال، وماله من حقه يعني ما يأكل لوز يا جماعة.

طبعاً في النهاية لا يتعظ أحد ولا جمعة، وهكذا هي نهاية الطغاة والمفسدين والذين لا يتعلمون، وبرافو على فئة الحمير التي أثبتت بكل أفرادها وأطيافها بدون استثناء أنهم يتعلمون من التجارب.