في تقرير نشرته النيويورك تايمز هذا الأسبوع ذكرت فيه أن 239 عالما قدموا رسالة لمنظمة الصحة العالمية، بينوا فيها أن لديهم الأدلة المقنعة التي تؤكد انتقال الفيروس عن طريق الهواء، وأنهم سينشرون ورقتهم العلمية بهذا الشأن في مجلة علمية الأسبوع القادم.

وفي وقت سابق من هذا العام كان مجموعة خبراء وعلماء من وزارة الصحة في سنغافورة شددوا على أهمية تهوية الغرف المغلقة وعدم الاعتماد على التكييف طيلة الوقت، وإن احتمالية انتقال الفيروس في الظروف غير الجيدة في التهوية وعالية الرطوبة تكون أكبر.

انتقال الفيروس

حول احتمالية انتقال الفيروس عبر الهواء والتي أقر بها العلماء قال أستاذ علم البكتيريا بجامعة شقراء الدكتور محمد السقاف: بداية الأمر أعلنت المنظمة أن المرض لا علاج له ويتطلب الأمر جهودا علمية حثيثة لتطوير لقاح ضد الفيروس الجديد، الأمر الذي قد يستغرق شهورا إذا سارت السيناريوهات بشكل جيد، واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس التاجي ينتشر في المقام الأول عن طريق قطرات الجهاز التنفسي الكبيرة، بمجرد طردها من قبل الأشخاص المصابين في السعال والعطس. وقدمت نصائحها ببروتوكولات وقائية للعامة كالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بالصابون والمعقمات الكحولية وارتداء الأقنعة. ذلك أن انتقال الفيروس عن طريق الجو لا يمكن تحقيقه إلا بعد الإجراءات الطبية التي تنتج الهباء الجوي، أو قطرات أصغر من 5 ميكرون، والذي يعادل مليون جزء من المتر.

آراء داخل منظمة الصحة

‏حول رأي منظمة الصحة العالمية في انتقال الفيروس عبر الهواء أوضح السقاف أنه توالت بعض التقارير بداية من شهر أبريل من بعض العلماء المختصين في علوم الأحياء الدقيقة والأوبئة والكيمياء والهندسة، وحث هؤلاء العلماء -المكونون من مجموعة من 36 خبيرًا في جودة الهواء والهباء الجوي- منظمة الصحة العالمية على النظر في الأدلة المتزايدة على انتقال الفيروس التاجي المحمولة جوا، لكن المناقشة سيطر عليها عدد قليل من الخبراء الذين يؤيدون بشدة غسل اليدين، وشعروا أنه يجب التأكيد على الهباء الجوي، وفقًا لبعض المشاركين، وبقيت نصيحة اللجنة دون تغيير، لم تقتنع بتقاريرهم وعلقت بأنها غير كافية وغير مؤكدة.

عندما يقول العلماء «لا يوجد دليل» أو حدث «نادرا» أحيانًا يكون ذلك بسبب صعوبة جمع هذا الدليل حقًا، ونتيجة لذلك فإن عدم اليقين يندرج تحت «المبدأ الوقائي» للصحة البيئية.

ابتكار طرق وقاية

‏ أكد السقاف أن لدينا الكثير لنخسره إذا لم نستمع إلى مهندسينا البيئيين وزملائنا في علم الجسيمات حول انتقال إرسال الرذاذ الجوي، فهناك أدوات جديدة يمكننا ابتكارها ونشرها، كما أن هذه الأدوات قد تسمح بتقليل انتقال الفيروسات والانفتاح بشكل أكثر أمانًا، وتجعلنا نفكر مليًا في تطوير بروتوكولات وتدخلات أخرى تستهدف رذاذ الفيروس المحمولة جواً التي تحمل الفيروس، تابع السقاف: فقد يحتاج العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى أقنعة N95 طوال الوقت. وتحتاج أنظمة التهوية في المساجد والمولات والمدارس وغيرها إلى تطوير إعادة تدوير الهواء وإضافة فلاتر جديدة قوية وأضواء الأشعة فوق البنفسجية.

منظمة الصحة العالمية

الفيروس ينتقل من خلال الرذاذ الناجم عن السعال والعطس

التكلم مباشرة في وجه شخص قريب من المريض

من الأسطح التي يستقر عليها الرذاذ

العلماء

جزئيات الفيروس موجودة في رذاذ مجهري (قطره يقل عن خمسة ميكرونات) الذي يفرزه شخص مصاب. وهذا الرذاذ أخف ويمكن أن يبقى عالقا في الجو في الداخل على مدى ساعات فيتنشقه أشخاص آخرون. وتعذر حتى الآن إثبات أن هذه الجزيئات الفيروسية قابلة للاستمرار والتسبب بعدوى إلا أن الأدلة على ذلك تتراكم.