من تدبر القرآن الكريم، فإنه يعلم أن لله سنناً لا تتغير ولا تتبدل، فالمفسد لا يصلح الله عمله، قال تعالى {إن الله لا يصلح عمل المفسدين}، والخائن يفضحه الله ويمكّن منه، قال تعالى: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم}.

كما أن من سنة الله أنه سبحانه لا يوفق أصحاب النيات السيئة، بل يعاملهم بنقيض قصدهم، وقد ذكر الله تعالى في سورة القلم قصة أصحاب البستان الذين بيتوا النية على جذ ثمره لئلا ينتفع منه مسكين، فكان عاقبة نيتهم السيئة أن طاف ببستانهم طائف من ربك وهم نائمون، فأصبحت كالصريم، أي: كالليل الأسود، هشيما يابسا، قال تعالى {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين* ولا يستثنون* فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون* فأصبحت كالصريم}، وأما صحب النية الطيبة، والعمل الصالح، فإن الله تعالى يدافع عنه، ويكفيه شر الأشرار، بل ويحفظه في ذريته وأهله وماله، وفي سورة الكهف علل الخضر لموسى عليه السلام بناء الجدار لليتيمين، لوجود كنز أراد الله أن يخرجه رحمة من ربك بهما، وذلك لصلاح أبيهما قال تعالى: (وكان أبوهما صالحا)، قال المفسرون بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء.

قال محمد بن المنكدر: «إن الله يحفظ بصلاح العبد ولده وولد ولده وعترته وعشيرته وأهل دويرات حوله، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم».

قال سعيد بن المسيب: «إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي».

وقد تكفل الله تعالى بنصرة من ينصر دينه، وكفى بالله وكيلا، قال تعالى {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} وقال تعالى: (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.

والذي أراه - ولا أتألى على الله- أن قادة بلادنا المملكة العربية السعودية (منذ عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله قبل ما يقارب ثلاثة قرون إلى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أدام الله عزه)، أنهم بحمد الله ينصرون دين الله، وهم أهل صدق ونيات طيبة، وعمل صالح في خدمة الإسلام والمسلمين، وهذا أمر يراه الناس عيانا بيانا، وهذا من توفيق الله لبلادنا وقادتنا، ومن توفيق الله لنا نحن أبناء شعب المملكة العربية السعودية، أن جعل ولايتنا في هذه الأسرة المباركة (آل سعود).

وقد نصرهم الله في مواطن كثيرة لنصرتهم دين الله تعالى، ومن نصرة الله لبلادنا وقادتنا ظهور وبطلان تآمر الخونة مع القذافي، فهذا نصر لنا، وخذلان لأعدائنا، صحيح أن القذافي لم يرد من تسجيلها تحذير المملكة من الخونة، فهو خائن مثلهم، ولكنه يعلم أن من خان وطنه وقادته سيخونه هو وإن كان شريكا لهم في الإثم والعدوان، فاحتاط منهم، بتوثيق خياناتهم، ولما خانوه، وقلبوا له ظهر المجن، وقاتلوه بعد أن كانوا يمدحونه، قال لهم أثناء محاصرته، وتدمير شعبه: «ستندمون»، وقال «الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة».فكانت تسجيلاته، فاضحة للخونة، وفي صالح المملكة العربية السعودية التي تخدم الإسلام والمسلمين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) رواه البخاري.