قل للكرام ببابنا يلجوا

بينما عبدالله بن جعفر في أزقة المدينة إذ سمع غناء، فأصغى إليه، فإذا بصوت شجي رقیق لقينة تغني: قل للكرام ببابنا يلجوا مافي التصابي على الفتى حرج. فنزل عبدالله عن دابته: ودخل على القوم بلا إذن، فلما رأوه قاموا إليه إجلالا، ورفعوا مجلسه، ثم أقبل عليه صاحب المنزل، فقال: يا ابن عم رسول الله دخلت منزلنا بلا إذن، وما كنت لهذا بخليق! فقال عبدالله: لم أدخل إلا بإذن. قال: ومن أذن لك؟ قال: في هذه، سمعتها تقول: «قل للكرام ببابنا يلجوا ...» فإن كنا کراما فقد أذن لنا، وإن كنا لئاما خرجنا مذمومين، فضحك صاحب المنزل وقال: صدقت، جعلت فداك! ما أنت إلا من أكرم الأكرمين. ثم بعث عبدالله إلى جارية من جواريه، فقال لها: غني، فغنت، فطرب القوم، وطرب عبدالله، فدعا بثياب وطيب، فكسا القوم وصاحب المنزل، وطيبهم، ووهب له الجارية، وقال له: هذه أحذق بالغناء من جاريتك.