موضوع «آيا صوفيا» شأن تركي، ولكن ما دام أن الرئيس التركي يتدخل في شؤوننا العربية، وحتى في هذا الموضوع ينشر تغريداته باللغة العربية للوطن العربي، فصار من حقنا أن نعلق عليه، ونوضح الحقيقة للجمهور العربي.

ويكفي أن ترى اختلاف النص بين اللغتين العربية والإنجليزية، وذلك كعادتهم في تغريداتهم العربية ليخدعوا بها العرب، وباللغات الأخرى يغيرون خطابهم وفق مصالحهم، وهذا مثل قطر وجزيرتها الضالة حين تخاطب المتلقي العربي بنص يختلف عن النصوص باللغات الأخرى.

لأن تحويل «آيا صوفيا» من متحف إلى مسجد وذلك بعد أن كان كنيسة يعتبر خداعا سياسيا ومتاجرة بالدين، ففي تغريدته العربية يدغدغ مشاعر العرب وكأنه حقق انتصاراً للإسلام، في حين أنه يعلن باللغة الإنجليزية استمرار استقبال السواح كمتحف.

والحكم الشرعي في الإسلام أنه لا يجوز سلب الديانات الأخرى أماكن عبادتها، ولا يجوز أصلاً تحويل آيا صوفيا من كنيسة إلى مسجد؛ لأن فيه اعتداء على ديانة أخرى.

ولاسيما أنهم من أهل الكتاب وممن ذكرهم القرآن الكريم بميزات مثل قوله تعالى (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى).

ولكن ليس غريباً على المحتلين العثمانيين ممارسة هذا الاحتلال حتى لدور العبادة، فهم عبر قرون قاموا بالمذابح للأرمن والعرب وغيرهما تحت زعم الفتوحات الإسلامية والخلافة الإسلامية، وكلاهما كذب وضلال، فكل حروبهم تعتبر (غزوا)، وحكمهم يعتبر (احتلالا) بحكم الشريعة والقانون.