حينما ترصد واقع استقبال الناس للأخبار والتصرفات، ثم يطيرون بها (مع أو ضد) دون أن يتثبتوا من صحتها أولاً، ولا أن يتأملوا في مغزاها ثانياً، تدرك حينها أن هناك أرضية خصبة وبيئة صالحة لتصديق الكذب والتصفيق للخداع.

وهذا يلمسه الراصد والمحلل بكل وضوح.

فكم خبر نُشر وانتشر وصدقه الغوغاء، وانساقوا وراءه، وهو غير صحيح، وحتى في حال صحته فقد يكون خديعة واستغفالاً للعقول التي يفترض أن تكون واعية.

ولا يدري المتأمل أين ذهب أثر التربية وفائدة التعليم ودور الإعلام ما دام الكثير من الجمهور العربي يطير بخفة لكل من يكذب عليه ويخدعه من رجال الدين كالإخونجية ورجال السياسة كإردوغان.

وهنا يجب علينا أن نقف وندرس سبب غياب الوعي عند الكثير من الناس وسهولة خداعهم.

ومثله خداع التنظيمات الإرهابية العسكرية كداعش وحالش، وغيرهما في جميع الأديان والطوائف؛ حينما يسرقون من الناس أرواحهم مقابل صكوك الجنة المزعومة، في حين أن قادتهم يرفلون بأنواع الرفاه.

وكما قال المفكر مالك بن نبي في كتابه (شروط النهضة) إن وراء كل استعمار شعب قابل للاستعمار (قابلية الاستعمار) بسبب الجهل والخوف، ثم استمراءه الاحتلال والعبودية.

وهكذا «قابلية الخداع» حيث تجد أن الوعي المختل والقوة القاصرة لدى الشعوب تجعلهما ممن يمكن خداعهم بسهولة، ويجد العاقل الواعي الغربة أحياناً بين المغفلين.

إن وراء كل مخادع وخدعة قطيعا قابلا للخديعة.