أكد رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر أن الملاءة المالية للشركة قوية، لكنها مع ذلك قامت بإعادة جدولة بعض المشاريع من دون أن يؤثر ذلك على استراتيجيتها أو التزاماتها أو طاقتها الإنتاجية القصوى، مبينا أن جائحة كورونا أثرت على أقوى الشركات في العالم وأرامكو السعودية تقدر الوضع الحالي، ولذا كان هناك مراجعة شاملة للمشاريع والخطابات الواردة من الموردين والمقاولين، وعملت على بعض الإجراءات التحفيزية لمقدمي الخدمات والمقاولين.

برنامج إدارة المخاطر

أضاف الناصر خلال لقاء افتراضي، نظمته غرفة الشرقية للحديث عن آثار فيروس كورونا على سير الأعمال والتحديات التي يواجهها قطاع الطاقة، أن جهوزية الشركة في التعامل مع جائحة كورونا كانت عالية بدعم من برنامج إدارة المخاطر لديها. وبين أن برنامج إدارة المخاطر داخل أرامكو أدى دورا مهما في التصدي لتحديات كورونا، موضحا أن أرامكو أعادت تصنيف الأوبئة من المخاطر الفرعية إلى المخاطر الرئيسية.

الأمن السيبراني

كشف الناصر أن أرامكو وضعت شرط استيفاء متطلبات الأمن السيبراني للشركات التي تتعامل معها للرفع من مستوى الأمن لديها لحماية الشركات من الهجمات الإلكترونية، ولا شك أن التحول الرقمي سيرفع من الكفاءة والموثوقية والربحية، لافتا أن التحول الرقمي مهم لأرامكو، وبدأت فيه منذ سنوات عديدة وجود البنية التحتية ساعد في عدم تأثر الأعمال خلال جائحة كورونا وكل شيء تم بسلاسة من ناحية أداء الموظفين والموظفات.

وذكر أن كمية الاستثمارات في مدينة الملك سلمان للطاقة بلغت 3.5 مليارات دولار والدولة أسهمت في جزء كبير من البنية التحتية واستثمرت 1.6 مليار دولار، مؤكدا أن المستثمرين بدءوا في إنجاز مشاريعهم، وأولها شركة شمبرجير التي اختارت مركزها في الشرق الأوسط في مدينة الملك سلمان، كما أن شركة تطوير حقول النفط تنوي استثمار 1.8 مليار ريال سعودي في المدينة، خاصة وأن الاستثمار في المدينة بالمرحلة الأولى والعائد على الاقتصاد الوطني سوف يكون بحدود 6 مليارات دولار وعدد الوظائف التي تستهدفها المدينة خلال 15 سنة المقبلة 100 ألف وظيفة.

صناعة السفن

أضاف الناصر خلال لقائه مع قطاع الأعمال بغرفة الشرقية أن مجمع الملك سلمان للخدمات البحرية تكفلت الدولة بالبنية التحتية وحجم الاستثمارات بحدود 5 مليارات دولار، ونتطلع لصناعة الناقلات ومنصات الحفر والسفن والمنصات العائمة محليا، بالإضافة إلى خدمة دول المنطقة في إصلاح السفن وما إلى ذلك، ويعتبر المجمع من أكبر المجمعات في الشرق الأوسط ونسبة الإنجاز 40% وفي 2022 ستكتمل المنشأة.

إجراءات تحفيزية

بين الناصر أن الجائحة أثرت على أقوى الشركات في العالم، وبلا شك فإن التأثير كبير وأرامكو السعودية تقدر الوضع الحالي، وهناك مراجعة شاملة للمشاريع والخطابات الواردة من المورديين والمقاولين، وعملت على بعض الإجراءات التحفيزية لمقدمي الخدمات أو المقاولين وبعض الشركات بتوجيه من وزارة الطاقة والبدء على عمل هذه الإجراءات على أثر رجعي من بداية شهر 3 وحتى نهاية شهر 11 للعام الحالي، وهذا كان له أثر كبير على القطاعات المختلفة، ومقدمي الخدمات التي عانت خلال الأزمة، لا سيما وأن بعضهم توقفت أعمالهم بشكل كامل، وبعضهم عاد بشكل جزئي وحجم الطلب تأثر بشكل كبير، وعلى هذا الأساس تأثرت الشركات.

تعليق البنود

أوضح الناصر أن تقييم المقاولين والموردين ومقدمي الخدمات مستمر ومتفهمين للوضع الحالي أن كل الشركات تأثرت، وليس من المعقول أن نستمر في الخصومات بخصوص التوطين أو التعاقدات أو انتهاء المشروع، حيث قامت أرامكو بتعليق بعض البنود الخاصة بهذه المشاريع والخدمات في الوقت الحالي بسبب الجائحة حتى المتعلقة بالتوطين، لأننا نعرف أن الشركات تعاني من صعوبات مالية واستيراد وتدريب في الوقت الحالي، مؤكدا أن التقييم مستمر للاستفادة من الدروس لمواجهة ظروف المستقبل وإدارة المخاطر للتعامل معه، ونريد أن نعرف كيف تعاملت الشركات والمصنعين مع الوضع لا سيما وأن بعضهم كان أدائهم.

قال إن اعتمادية أرامكو السعودية هي على الموثوقية، ودائما نتطلع لتأهيل المقاول، والعرض التجاري لا يكفي، ولا بد من توفر الخبرة والموارد البشرية والتقييم والمركز المالي والتقييم الفني، وكلها مهمة لتقييم أي شركة أو مصنع يتعامل مع أرامكو السعودية، لأننا نعتمد عليهم في إكمال مشروع وأي تأخير أو إخلال بالجودة للمشروع تأثر على سمعة الشركة وموثوقيتها حتى خلال الأزمات.

تأثر المقاولين

قال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية حمد السعدي إن تأثر المقاولين ينعكس على مشاريع أرامكو، وهناك متابعة قوية للمقاولين والمصنعين، حيث ينظر للمشاريع حسب نشاط المقاولين ووضع المشروع لأن المشاريع ليست متساوية من ناحية النشاط، فبعض المشاريع التي كانت في طور إحضار العمالة، وهم أكثر من تأثر من الأزمة ولها نظرة مختلفة عن المشاريع التي أوشكت على الانتهاء، ولذلك قمنا في تسهيل الوضع لهم وتمت إعادة جدولة بعض المشاريع وتأخير جدول إتمام المشاريع وإعادة هيكلة بعض الخصومات على المقاولين، بالإضافة إلى التسوية كاملة للمقاولين الرئيسيين لتخفيف الضغوط على مقاولي الباطن عن طريق التأكد من وصول الدفعات المالية لهم لضمان استمرار المشاريع، كما تم تعديل بعض عقود للسماع باستخدام الضمانات البنكية بدلا من الضمانات المالية، وكذلك تخفيض الضمانات البنكية حسب المشروع.

تأهيل المقدمين

قال السعدي، إن شركة أرامكو تعمل على أسس تجارية، والمشاريع يجب أن تنتهي في وقتها المحدد، وعلى جودة معينة لأن هناك التزامات محددة، ويعكس الخبرة وجودة العمل على مقدمي الخدمات، مؤكدا أن التأهيل يأخذ وقتا لأسباب وجيزة، ووضعنا عدة معايير للتأكد أن التأهيل لا يأخذ وقتا طويلا، ولا يتجاوز 29 يوما لأي طلب يصل للشركة واعتمدنا على جاهزية المتقدم للتأهيل ومدى التوصيات التي تتوفر لهم، وهدفنا نجاح 90% من المتقدمين للتأهيل، خاصة وأن إدارة الموارد يبذلون جهدا للتأكد من تأهل مقدمي الخدمات واكتمال المعايير المطلوبة منهم ومساعدتهم وقبولهم دون توفر الخبرة بشرط القيام بإنتاج تجريبي للتأكد من الخدمة، مضيفا أن ترسية المشاريع وشراء المواد يعتمد على التأهيل الفني والمحتوى المحلي والتكلفة وينطبق على الشركات المحلية والشركات الأجنبية.