شاهدنا خلال حياتنا الكثير من حالات التنمر المباشر، ولكن ظهر لدينا مع تفشي وسائل التواصل الاجتماعي تنمر من نوع جديد.

حيث تجد جرأة الشخص في تويتر وهاشتاقاته مثلاً على الآخرين، وتزداد هذه الجرأة حينما يكون متخفياً.

فالدين حرّم هذه السلوكيات، كما أن الوطن جرّمها وفق الدستور والقانون، ويصدر القضاء الكثير من الأحكام لمكافحة ذلك.

ولا شك لدي أن وراء هذا التنمر سوء في التربية، مع ضلالات فكرية، وأمراض نفسية.

وبعضهم وجدته يتنمر علي عبر الطائر الأزرق، وحينما قابلته مصادفة لم يستطع أن يضع عينه في عيني، بل وبادرني بالسلام، وباشرني بتقبيل رأسي!

فنصيحتي له ولأمثاله أن يدرك أن الكلمة التي تخاف من الله وتخشى من النظام وتخجل من نفسك أن تقولها وأنت أمامي، فلا تكتبها بيراعك من وراء حجاب، فليس هذا من الدين ولا الوطنية، ولا الأخلاق ولا الرجولة.

فمدرسة حياتي الممتدة لنصف قرن تؤكد لي في كل يوم أن المتنمر لا يضر إلا نفسه في دنياه وأخراه، وأما المتنمر عليه فهم كبار القوم عبر العصور من الأنبياء والوجهاء، ولم يضرهم شيء، بل زادت حسناتهم من رصيد المتنمرين، وتعاطف الأسوياء معهم.

ونسأل الله للمتنمرين الهداية قبل الرحيل، والصحة في عقولهم، والعافية في قلوبهم، قبل أن يقضي تنمرهم على أعمارهم البريئة.