مع اقتراب عيد الأضحى انخرط كثير من الشباب في دورات تدريبية عن بعد، ولجؤوا إلى تصفح الإنترنت، ومتابعة مقاطع اليوتيوب، في حرص واضح منهم على محاولة إتقان خطوات ذبح الأضاحي، حرصا على حماية أسرهم في وقت ما تزال جائحة كورونا تفرض حضورها القوي، وتجنباً لدخول فوضى المسالخ وزحامها وعشوائية الذبح خارجها، إضافة لرغبتهم التي فرضتها الظروف في خوض تجربة جديدة وفريدة.

تصريحات مؤقتة

تتجه أمانات المناطق إلى السير على خطى أمانة الرياض، التي أتاحت الفرصة لأصحاب المطابخ في الحصول على تصاريح مؤقتة لتقديم خدمة ذبح الأضاحي، وفق الاشتراطات والإجراءات، بعد أن كانت سابقا تمنح لعدد محدود، ولا تؤدي الغرض بشكل كامل.

وتنتظر الأمانات والبلديات قرارات مماثلة، تمهيدا لتنفيذها، في وقت استنفرت جهودها للتجهيز بشكل كامل، وإعلان حالة التأهب القصوى، وتطبيق الاشتراطات والاحترازات في المسالخ منذ وقت مبكر.

ويؤكد عضو مجلس الشورى اللواء متقاعد محسن الشيعاني، أن أمر التوسع مأخوذ به في جميع المناطق، خاصة المناطق الكبرى، وأن ذلك يدخل ضمن صلاحيات أمناء المناطق.

جولات ميدانية

كشفت أمانة منطقة جازان جاهزيتها لاستقبال أضاحي عيد الأضحى بالمسالخ المخصصة، مشيرة إلى أنها ستنفذ عددا من الخطط، وتكثّف الجولات الميدانية للمطابخ الأهلية، وزيادة التوسع هذا العام، إلى جانب الوقوف على استعدادات المطابخ، والتأكد من تطبيقها الاشتراطات الصحية المطلوبة، وزيادة عدد المراقبين، ومنع حالات الذبح العشوائي، حفاظا على الصحة العامة، مضيفة أن أبرز الاشتراطات تشتمل على ترخيص للمنشأة، واستيفاء الاشتراطات الصحية، والتقيد بالزي الموحد، واستخدام وسائل النظافة، ورش المواقع، والتعقيم، وتخصيص أكياس لحفظ اللحوم، ووضع المخلفات بالأماكن المخصصة، وتأمين عمال، وحاويات، وطبيب بيطري.

أخطاء متكررة

رغم التجهيزات المبكرة التي تشهدها مسالخ الذبح، فإن الازدحام، والعشوائية، وارتفاع الأسعار، ما تزال مشاكل عالقة وموجودة، وكأنه لا مفر منها داخل المسالخ والمطابخ، وأماكن الذبح الأخرى، رغم التحذيرات المتكررة، ويتسبب ضعف عدد المراقبين، وحضورهم اليومي إلى المسالخ، في قلة الاهتمام، والنظافة، وسوء التعامل، الأمر الذي وصل إلى العراك بالأيادي، كما حدث في السنوات الماضية.

ويفضل كثيرون الاتجاه إلى مواقع الذبح العشوائي، غير آبهين بالمخاطر والأضرار التي تتمثل في: انتشار الأمراض المعدية، وتعرض الذبائح لملوثات خارجية، وعدم ضمان صحة الجزارين، وتكاثر الذباب والحشرات، وغياب النظافة، وذلك لتفادي الانتظار الممل، والطوابير الطويلة، والتي تصل إلى ساعات طويلة مع ارتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق.

هدوء يسبق العاصفة

رصدت «الوطن» في جولة ميدانية لها في أسواق جازان، ضعف الطلب، وقلة عرض الأضاحي بالأسواق، الأمر الذي فسره البعض على أنه هدوء يسبق العاصفة، بينما اتجه فريق آخر إلى اتخاذ أحواش ومزارع خاصة مأوى للمواشي، والتواصل عن بعد مع الزبائن، لبيع الأضحية، وتسليمها واستلامها، وسط ترقب لارتفاع الأسعار الذي يتواكب مع دخول العشر المباركة من ذي الحجة إلى قبيل حلول عيد الأضحى.

منافسة شبابية

لم يعد ذبح الأضاحي حكرا على مسالخ البلدية، والمطابخ، والعمالة، والمخالفين، بل بات عدد من الشباب يتسابقون إلى تعلمه وإتقانه، وكسر حاجز الكسل والبطالة، واستغلال مواقع التواصل الإلكتروني للترويج لأنفسهم، ووضع أسعار منافسة لكسب الزبون، والتعامل معه.

ويقول الشاب خالد بلال: إن «مهنة الذبح موسمية بالنسبة لي ولأشقائي، ونحن نملك الخبرة الكافية الممتدة منذ 12 سنة في مزاولتها، ولدينا زبائننا الخاصون»، مشيرا إلى أن هذا العام سيكون مختلفا بشكل كبير، من خلال وضع مسارات مخصصة، واشتراطات احترازية، وتوزيع أرقام مخصصة، بأسعار تبلغ من 200 إلى 250 ريالا، مؤكدا أنهم يذبحون 100 أضحية خلال 3 أيام.

تجربة رائعة

يقول علي محمد: إن تجربته الأولى الموسم الماضي في ذبح الأضاحي فتحت له آفاقا كبيرة في الدخول في دورات مهنية وتدريبية مكثفة، واكتساب الخبرات، والدخول في تجربة جديدة من خلال عدم الاكتفاء بالذبح لأسرته، والتوسع ليشمل أهالي الحي لمن رغب في ذلك، وسط إغراءات متنوعة، وإعلانات مختلفة، وعروض كبيرة لكسب رضا الزبائن وحضورهم للموقع المخصص.

ترتيبات مجهزة

أكد رئيس المجلس البلدي بمحافظة أبوعريش ناصر الشريف لـ»الوطن»، أن هناك ترتيبات خاصة سيتم تنفيذها بالتعاون مع بلدية المحافظة، والتي تتمثل في: توسع الذبح في المطابخ والمسالخ، والتي سيتم اعتمادها، تفاديا للازدحام، والعشوائية، وتطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازات الطبية.

من اشتراطات السماح بذبح الأضاحي

- ترخيص المنشأة

- استيفاء الاشتراطات الصحية

- التقيد بالزي الموحد

- استخدام وسائل النظافة

- رش المواقع

- التعقيم

- تخصيص أكياس لحفظ اللحوم

- وضع المخلفات بالأماكن المخصصة

- تأمين عمال وحاويات

- توفر طبيب بيطري

مخاطر الذبح العشوائي

- انتشار الأمراض المعدية

- تعرض الذبائح لملوثات خارجية

- عدم ضمان صحة الجزارين

- تكاثر الذباب والحشرات

- غياب النظافة