كُتبت عشرات المقالات ومئات التغريدات وآلاف التعليقات على فساد سعد الجبري، وإن كان الفساد المالي مهما ومبررا لملاحقته دولياً عبر الإنتربول.

إلا أن الفساد السياسي والفكري هما الأخطر على الوطن والمواطنين، حيث إذكاء الصراعات الداخلية، وتفخيخ اللحمة الوطنية بإثارة أنواع العنصرية بمزاعم دينية بالأمس، واليوم كذلك، مما يعني أننا بحاجة للبحث عن أكثر من جبري بيننا.

ولك أن تتخيل أنه في الليلة التي انطلق فيها هاشتاق الهارب الجبري تم تشتيته ومزاحمته على الترند بموضوع مصطنع ضد أحد المحامين المعروفين باعتدالهم ووطنيتهم من معرفات معروفة لا زالت تسرح وتمرح.

وهكذا الحملات التي نراها خلال هذه الأيام ضد مجلس الشورى كمؤسسة وطنية لها رمزيتها، ومهاجمة إحدى الزميلات بشكل فج، وشاركت فيها معرفات قطرية بكل جرأة، مما يعني أن هناك طابورا خامسا لا يزال يعمل بأريحية وتخادم مع الخارج.

والدولة لديها نظام أساسي للحكم نص على مواد عديدة في الحقوق المدنية وحماية المكتسبات الوطنية، كما أن هناك أنظمة متعددة على رأسها نظاما مكافحة جرائم المعلوماتية وجرائم الإرهاب.

وهذه الأنظمة لم تصدر إلا من أجل تطبيقها، وذلك برصد الواقع الإلكتروني وفرض النظام دون تجاهل أو تقصير، لحماية الدولة بمؤسساتها وأفرادها وعموم مواطنيها.

إن الجبري نموذج لأكثر من جبري قبله ومعه وبعده، ولن يستقر السلم الاجتماعي والأمن الوطني إلا بحزم يطهر الوطن من كل الجبريين.