استقبل قصر مالك الأثري عددا كبيرا من الزوار والسياح والمهتمين بالموروث، بعد أيام قليلة من بدء افتتاحه، وعبر الزوار عن سعادتهم وابتهاجهم بهذا الإرث التاريخي الذي وصفوه بالرائع والمهم، والتحفة الجمالية المحاطة بالآبار الأثرية القديمة والأشجار المثمرة والساحة الفسيحة التي تحوي عددا من الجلسات التي يستمتع الزوار بالجلوس فيها.

رائحة الماضي

قال شيخ شمل بني مالك عسير أحمد بن علي بن معدي لـ»الوطن»، أجد متعة البقاء والجلوس بهذا القصر أفضل من البقاء في منزلي الحديث، مبينا أن إقبال الزوار بحثا عن رائحة الماضي وعبق التاريخ، الجميع يحضرون هنا رجالا ونساء ويجدون المتعة بالتجول في القصر والتقاط الصور والاستفسار عن الأدوات المتوفرة بالقصر وكيفية استخدامها.

وأضاف نحن بحاجة لإعادة النظر في مواعيد فتح القصر وأيضا توفير مرشدين وخدمات أكبر لأن الإقبال كبير وبشكل متواصل، أشار إلى أن قصر مالك التاريخي بناه الأمير علي بن معدي أمير بني مالك عام 1295 هـ وسماه «مالك» حباً وتقديراً لقبيلته واستخدم هذا القصر مقراً لمشيخة بني مالك عسير وإدارة شؤونها وتعاقب في السكن به أبناؤه من بعده الشيخ أحمد بن علي بن معدي، ثم الشيخ عبود بن أحمد، ثم الشيخ علي بن أحمد حتى توفاهم الله إلى رحمته.

بناء القصر

قال ابن معدي، إن القصر يتكون من أربعة طوابق وملحق، وبني القصر من اللبن والحجر المسمى الرقف، كما هو طابع البناء العسيري المعتاد، ويتربع القصر على مساحة إجمالية قدرها 1500م وارتفاعه قرابة 20 متراً، ويتكون من عدد من الغرف، ومنها الباسوط للجلوس والمعيشة، والمجلس لاستقبال الضيوف، والرف لتخزين الحبوب، وغرفة نوم للشيخ، وغرفة صغيرة مجاورة الرباعة لحفظ السمن والعسل، والعريش غرفة للطبخ، وغرفة الصلل والسفالي أسفل القصر.

مسجد تاريخي

يوجد بجوار المسجد من الجهة الغربية مسجد لا تتجاوز مساحته 16 مترا بني قبل بناء القصر بأكثر من 10 سنوات، واستخدم في بنائه الأخشاب والأحجار من طبيعة المكان، كما يوجد بجوار القصر من الجهتين الشمالية والغربية بئران لتزويد القصر بالماء، وهما من الشمال بئر العبشانية، ومن الغرب بئر الوادي.

القطع الأثرية

يحوي قصر مالك الأثري عددا كبيرا من القطع الأثرية القديمة والنادرة والتي تعود ملكيتها لأسرة آل معدي، وكانت موزعة بين مواقع متعددة من منازلهم، تمت إعادة ترميمها ووضعها بمواقع متفرقة من القصر، وبمواقع استخداماتها العلية.

وثائق تاريخية

في إحدى غرف القصر تمتد على مساحة كبيرة من الجدر دولاب زجاجي يحوي عددا كبيرا من الوثائق التاريخية والمراسلات الرسمية بين قيادات المملكة العربية السعودية وشيوخ بني مالك أسرة آل بن معدي، ومع عدد من شيوخ وأعيان قبائل منطقة عسير وما جاورها، عرض البعض من تلك الوثائق الصالحة للعرض.

إعادة البناء

أكد ابن معدي أن الأمير تركي بن طلال هو الداعم والمحفز في إخراج قصر مالك بصورته الحالية، وقال كان الوضع بحاجة إلى همة فقط، واصلها الأمير تركي، وفي يوم 1/‏1/1439 قمت بإعادة ترميم القصر وتأهيله على أيدي أفضل العمال المختصين بهذا المجال، وتم التبرع من قبله بجزء من أملاكه الخاصة وتهيئة ساحات محيطه بالقصر وتجميلها وتحسينها حتى تصبح مقراً للاحتفالات الرسمية لقبائل بني مالك.