في متابعة استمرت نصف ساعة لعضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الدكتور سعد بن ناصر الشثري عبر برنامج «الدين حياة»، خرجْتُ بعنوان هذا المقال، حيث أجزمُ أن بعضاً من الناس هداهَم الله يقعون في أعراض الناس، خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتخفي خلف معرفات وهمية خارجية، الهدف منها إيقاع الفرقة في نفوس بعض الناس تجاه بعض، والتشكيك في أهداف ومرامي الشخص، والدخول في النيات. ولكن فضيلة الشيخ حفظه الله ألمح بوضوح إلى خطورة سوء الظن خاصة عندما يُوجّه إلى العلماء والولاة ورجال الفكر المخلصين، هُنا تعظم المصيبة حتى أن تلَّقف هذه الكلمات التجريحية تصيب عمود الأمة - لا قدر الله- وهم الولاة والعلماء، وبخاصة في هذا الزمن الذي استغل فيه أعداء بلاد الحرمين حسداً عند أنفسهم، ما تعيشه هذه البلاد من ألفة ومحبة بين الراعي والرعية، أوغرت قلوب الحاقدين، ورأيناهم عبر الفضائيات المسمومة التي تدير معها شبكة من الحسابات ضد هذا الوطن الآمن ولله الحمد قيادة وشعباً. وجاء تفصيل الشيخ أن حذر الناس من الوقوع في هذا الشرَك الذي نصبه الأعداء، وربط ذلك بالتأصيل الشرعي الحكيم الذي نقل فيه الشيخ صوراً لما كان عليه المنافقون بالمجتمع المدني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وكان الوحي حينها يفضح هذه الصور المقيتة. واليوم عندما يتولى فريق من خارج هذه البلاد الولوغ لإساءة الظن في بعض علمائنا وولاة أمرنا، فهو أمر مكشوف، على الجميع أن يحذروه ويحذروا الآخرين من شراكه، لكن الله تعالى حفظ هذه البلاد وقادتها وعلماءها، وأخذ أبناء الوطن ينافحون عن دينهم وأمتهم في وقت الإساءة لبلاد الحرمين، والمفضوح هنا أن هؤلاء ينشطون عند المواسم المباركة مثل الحج وإقبال المسلمين على الحرمين الشريفين، ومواسم رمضان، فتجد الحقد والحسد الذي فضحه القرآن بقوله (قل موتوا بغيظكم إن الله مخرج ما كنتم تكتمون). ولهذا نصح الشيخ سعد الشثري كل من يحمل همَّ الأمة أن يتنبه لمثل هؤلاء الخفافيش والحسابات الوهمية ألا يقع فيها أبناؤه وطلاب العلم، وأن عليهم إحسان الظن، فهو المقدم شرعاً وفق الأدلة الشرعية التي تؤكد على المحافظة على بيعة الإمام، والثقة في علماء الأمة الربانيّين، وعدم إعطاء فرصة لأن يتسلل من خلال وسائل التواصل كل حاقد وحاسد لنعمة الأمن التي نعيشها في هذه البلاد المباركة، بلاد التوحيد التي أسَّسها الملك عبد العزيز الفيصل رحمه الله، وقام عليها أبناؤه الملوك حتى عهدنا المبارك، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأعانهما، شاكرين لله تعالى هذا الأمن الوارف واللحمة الصادقة والالتفاف حول ولاة الأمر وعلمائنا وفقهم الله. نحن نشاهد من حولنا، القلاقل والفتن التي تعصف بالناس لغياب الوحدة المباركة عندهم، لقد كان لبرنامج «الدين حياة» الذي أرسَلَ فيه الشيخ هذه الرسائل، ما يجعل المرء يتحمل مسؤوليته أمام الله في صدق الولاء والطاعة والإخلاص لولاة الأمر وطاعة العلماء المخلصين، وهذا ما نعيشه - ولله الفضل- في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية، كانت حلقة موفقة، واضحة الرسالة والهدف، فشكرا لإذاعة نداء الإسلام لإنتاج مثل هذه البرامج.