كشف انفجار مادة نترات الأمونيوم المخزنة في مستودع في بيروت والذي أسفر عن دمار شامل بمنطقة المرفأ ومقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف عن خطورة هذه المادة وخطورة امتلاك منظمة إرهابية كحزب الله لكميات ضخمة منها، فقبل تفجير بيروت سبق لحزب الله تهديد 5 دول وهي (ألمانيا-بريطانيا-الكويت-قبرص-تايلند) وذلك بعد ضبط كميات من نترات الأمونيوم بحوزة أشخاص مرتبطين بالحزب بتلك الدول.

تساؤلات كثيرة تحوم حول علاقة حزب الله بنترات الأمونيوم وكم يمتلك الحزب من هذه المادة الخطيرة، حيث ارتبط اسم حزب الله بعدة ضبطيات في مناطق مختلفة حول العالم نستعرض فيما يلي ما تم الكشف عنه.

أبريل 2020

أعلنت ألمانيا، بشكل رسمي حظرها لأنشطة حزب الله على أراضيها، وقال وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، آنذاك، إن أنشطة حزب الله "تخرق القانون الجنائي وتعارض المنظمة مفهوم التفاهم الدولي، وذلك عقب ثبوت تخزين حزب الله كميات كبيرة من نترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة المتفجرات، وتطوير برامج تجسس.

يونيو 2019

ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، الإثنين، أن متطرفين على علاقة بحزب الله المدعوم من إيران، خزنوا عناصر تدخل في صناعة قنابل، في لندن، في 2015، في قضية ظلت "مخفية عن العامة".

وقال تقرير الصحيفة، نقلا عن مصادر أمنية، إنه عقب معلومات من حكومة أجنبية، اكتشفت الشرطة البريطانية وجهاز المخابرات الداخلية "إم آي-5" آلافا من عبوات الثلج التي تستخدم لمرة واحدة، تحتوي على ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم.

أغسطس 2015

ضبطت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص على ارتباط بحزب الله، قاموا بتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل، كبنية تحتية لهجوم باستخدامها.

مايو 2015

ضبطت الأجهزة الأمنية، في قبرص كمية تقدر بـ 420 صندوقا من نترات الأمونيوم تعود لعناصر من حزب الله وقامت بتفكيك البنية التحتية للهجوم المحتمل آنذاك.

يناير 2012

ضبطت السلطات التايلندية، 290 لترا من نترات الأمونيوم واعتقلت أشخاصا منخرطين بالأمر على ارتباط بحزب الله.

مارس 1994

أحبطت السلطات التايلندية هجوما فاشلا على السفارة الإسرائيلية في البلاد، باستخدام شاحنة مفخخة تحمل مواد تضمنت طنا من نترات الأمونيوم والديزل.

ما هي نترات الأمونيوم

مادة صلبة بلورية بيضاء قابلة للذوبان بشكل طبيعي، وتعرف باسم "الملح الصخري"، وصيغتها الكيميائية هي NH4NO3.

ورغم أن أكبر مخزون من نترات الأمونيوم الطبيعية موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي، فإن ما يقرب من 100% من هذه المادة المستخدمة الآن صناعية، ويمكن تحضيرها عن طريق تفاعل الأمونيا مع حمض النتريك.

ما هو استخدامها

تستخدم نترات الأمونيوم في الغالب في الزراعة كسماد عالي النيتروجين، وهي مادة مستقرة نسبيا في معظم الظروف، وغير مكلفة من ناحية التصنيع، مما يجعلها المادة الكيميائية البديلة الأكثر شيوعا كمصدر للنيتروجين، والأقل تكلفة.

وعلى الجانب الآخر، تعد نترات الأمونيوم مكونا رئيسيا لمادة ANFO، المعروفة باسم "زيت الوقود"، التي تستخدم كمادة تفجير في قطاع التعدين والمحاجر والبناء المدني، وتمثل 80 بالمئة من المتفجرات الصناعية المستخدمة في الولايات المتحدة.

ولا تعتبر مادة نترات الأمونيوم خطيرة في حد ذاتها، لكن في ظروف معينة يمكن أن تكون مدمرة، ومن هنا، فإن لدى معظم البلدان لوائح تتعلق بطرق تخزينها للتأكد من أنها آمنة.

ما الذي يجعل نترات الأمونيوم تنفجر

هناك مجموعة من العوامل والظروف التي لا بد من توافرها لتحويل نترات الأمونيوم من مركب آمن إلى مادة متفجرة، من دون أي وقود أو محفزات خارجية.

ويتم تصنيف نترات الأمونيوم على أنها "مادة حيوية"، وهي تنتج الحرارة أثناء تحللها على غرار الطرق المعروفة عن توليد الحرارة باستخدام المواد المتعفنة في السماد.

وإذا كانت هناك كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في ظروف غير طبيعية، فإنه يمكنها توليد حرارة ذاتية كافية لإشعال النار واستمرار الحريق، من دون الحاجة إلى أي محفز خارجي، وأثناء احتراقها، تمر نترات الأمونيوم بتغيرات كيميائية تؤدي إلى إنتاج الأكسجين، وهو بالضبط ما يحتاجه أي حريق للاستمرار والتمدد، ومع ارتفاع درجة الحرارة تتحول المادة إلى ما يشبه "مفجر القنبلة"، وتظل المساحة خلف "المفجر" تزداد سخونة مع سرعة الاندماج حيث تتشكل الغازات الساخنة بشكل أكبر كثافة، إلى حين لا تجد مكانا تتسع فيه، فتنفجر في نهاية المطاف.

وقد استخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي في المملكة المتحدة قنابل الأسمدة مرات عدة، ففي أبريل 1992 انفجرت قنبلة أسمدة وزنها طن في مبنى في لندن مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.

كما استخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي قنبلة أسمدة أخرى في تفجير آخر في لندن بشهر أبريل 1993، حيث عمد إلى إخفائها في شاحنة صغيرة، وأدى الانفجار حينها إلى مقتل شخص وإصابة 40 آخرين.

وفي مدينة أوكلاهوما بالولايات المتحدة، استهدفت قنبلة أسمدة مبنى في أبريل 1995 وقتلت 168 شخصا، وقد أعدم منفذ الهجوم الرئيسي فيما سجن متعاون معه مدى الحياة.