حذر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الجمعة، من استمرار زعزعة استقرار لبنان، بعد الانفجار المروع، قائلاً في تصريحات لصحيفة "زاربروكر تسايتونغ" الألمانية: "نريد تقوية لبنان، لأن هذه الأزمة لا يجب استغلالها لفتح باب أمام نفوذ أجنبي هناك".

أطراف ممولة

ذكر أن هناك بالفعل في لبنان أطرافاً فاعلة غير حكومية ممولة من الخارج، مثل ميليشيا حزب الله، والتي يمكنها استغلال الفراغ الحالي.

كما أكد أن الكارثة تنطوي على مخاطر كبيرة لمزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان، منوّها إلى أنه من السديد التفكير حالياً في عقد مؤتمر مانحين دولي قريباً لصالح البلد المنكوب.

ولفت إلى أنه من غير الممكن لدولة التغلب على مثل هذه الكارثة بمفردها.

القمح والركام

في المرفأ، امتزجت أطنان من القمح والذرة المخزّنة في الإهراءات مع الأتربة والركام بعدما دمّر الانفجار الضخم جزءاً منها، ما يثير خشية اللبنانيين من انقطاع الخبز في بلد يعاني أساساً من غلاء الأسعار.

وطالب المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بدراسة كيفية تقديم المزيد من المساعدات بتوفير الغذاء، وأماكن الإيواء، وإعادة بناء الميناء والمدينة.

وضع مأساوي

تداعت منظمات الأمم المتحدة للتحذير من تبعات ما جرى، قائلة: "الوضع مأساوي حقاً ومروع، أناس شردوا بلا مأوى، آلاف الأطفال تأثروا".

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، أن الوضع في بيروت سيئ للغاية، مشددة، مع تشرد الآلاف إثر الدمار الذي لحق بالمنازل، على ضرورة توفير مراكز إيواء في العاصمة.

بدورها نبهت منظمة الصحة العالمية إلى تدهور النظام الصحي الضعيف أصلا في لبنان، قائلة إن الوضع الصحي في البلاد بات مشكلة خطيرة بعد الانفجار المروع، الذي حصد أكثر من 149 قتيلا حتى مساء الخميس.

وأكدت أن هناك نقصا حاليا في الأسرّة بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفيات، لا سيما أن 4 مستشفيات في العاصمة دمرت، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف.