ثانياً القرار كما ذكرنا، في الأدوات التنظيمية للإرادة الملكية، غالباً القرار أو الأمر السامي يكون في مصلحة المواطنين، وبالتالي هذا القرار جاءت صلاحيته للمواطنين وأمرت به. الأمر الآخر أنهم كعادتهم عند رفض أمر جديد يعزفون على سيمفونية الدين، وأن من يقبل بهذا الأمر ويطالب به هو يريد المعاصي وعقوق والديه والخروج عن طاعتهم، فنجد الكثير ممن لا يقرأ ولا يفكر، ويعتمد على ما يتلقنه، يتأثر بهم ويصدقهم فينتشرون في وسائل التواصل الاجتماعي والهاشتاقات بالأدعية والأحاديث عن بر الوالدين وعقوبة عقوقهما، وربطها بتفاصيل القرار السامي، لكسب جيوش من المعارضين والمحاربين.
هؤلاء الجماعة هم من يرفض عمل المرأة اليوم في المقاهي، ويرضى أن تبقى متسولة عند الإشارات المرورية، يرفض أن تستقل بنفسها وترعاها، ويرضى أن تبقى في سجن ومعاناة من قبل والد متعاطٍ أو إخوة متحرشين، بحكم أنها في الأولى قد تلفتهم وتغويهم، وفي الثانية هي ابنتهم، ولهم حق التصرف بها دون أي محاسبة. هم لا يريدونها قوية مستقلة، بل ضعيفة، رهينة حاجتهم، تكسر جناحيها توقيعاتهم الرسمية، وأنا أكاد أجزم أنك لن تجد عائلة سوية لديها اعتراض على هذا القرار، بل إنهم سعيدون به وسوف ييسر عليهم الكثير، كما فعل قرار السماح بقيادة المرأة، كما أنه لا يمكن لأنثى أن تفعل ذلك دون معرفة والديها ومشاركتهم أمرها بسعادة، أو زوجها إذا كانت متزوجة، فيصورون الأنثى كئيبة كارهة للحياة. ولو افترضنا وجود الأخريات، فهن قلة، ولا يمكن أن نصادر حق %70 بسبب أخريات مارسن حقهن بالسر والكتمان لظروف نجهلها، وأثق أنها كلها، خوف واحتماء من متشددين أو رجعيين لا يريدونها تعيش سعيدة.
معاملة المرأة، معاملة القاصر، أمر يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية القائمة على المساواة والعدالة بين الجنسين، وإعطاء الأهلية الكاملة للمرأة، وعدم فرض الوصاية عليها، أو معاملتها كقاصر، أو تطبيق أيّ شكلٍ من أشكال التمييز ضدّها.