يتأثر البناء النفسي لدى الأطفال بالأوضاع الراهنة مثل السماع بجائحة كورونا والتفجيرات والكوارث، حيث أوضح استشاري الطب النفسي والعلاج بالتحليل النفسي واضطرابات النوم الدكتور متعب الحامد، توجد عوامل ينبغي للأهل التنبه لها حينما يتعاملون مع أطفالهم، كمعرفة أن الأطفال يراقبون خوف آبائهم وأمهاتهم ويستنبطون مما لا يقال الشعور الذي يحدث لدى الوالدين.

مرحلة التعرف

أبان الحامد أن الطفولة بشكل عام هي مرحلة التعرف على هذا العالم، فالطفل يملك عقلا جديدا، ثم يبدأ في ملاحظة الأشياء، ويتشرب اللغة والثقافة، والمفاهيم، والمعلومات عن الكيفية التي يسير بها هذا العالم لذلك حدوث أمر مثل جائحة كورونا مثلا، لا شك له أثره الكبير في نفسية الطفل.

المرونة النفسية

بين الحامد أن “المرونة النفسية” ترجمة لكلمة resilience ‬والمعتاد استخدامها في مثل هذه السياقات، سياقات التأثر، ثم العودة لحالة ما قبل التأثر، وهناك من ترجم هذه الكلمة بالـ”المعاودية النفسية”، قد تساعدنا الفيزياء هنا في توضيح هذا المفهوم، المرونة يقصد بها قدرة الجسم على الانحناء، كما يحصل للغصن الأخضر، مقارنة بالغصن اليابس لكن الكلمة المقصودة ‪يقصد بها فيزيائيا قدرة الجسم على العودة إلى حالة ما قبل الانحناء، مؤكدا أن هذا المفهوم مهم من الناحية النفسية، فلابد من معرفة أن من الطبيعي للصعوبات أن تؤثر على الفرد والأهم هو العودة للوضع السابق محتفظا بالخبرة التي حصل عليها من رحلة الانحناء هذه.

تجاوز الصدمات

أشار إلى أن طريقة تجاوز الصدمات والتعامل معها يمكن بتقديم نصائح مثل أن يدرك الفرد أن الانحناء طبيعي، وأن العودة تعبر عن قوة نفسية، وكذلك معرفة قيمة أن يواجه الإنسان مخاوفه، وأنها تكبر حينما يختبئ منها، وأن يحاول الشخص أن يكون متفائلا بشكل منضبط وأن يحيط نفسه بمن يحب، ليساعدوا مع بعضهم في رحلة الحياة.

طريقة التعامل

حول استغلال الظروف لغرس مفهوم المرونة النفسية عند الأطفال أوضح الحامد أنها قد تكون فرصة وقد يكون الوقت غير مناسب؛ بمعنى أن الصعوبات المفاجئة التي تغير الروتين، صادمة ومؤثرة على عدة مستويات. لذلك قد يكون من المقلق للأطفال، أن يتعامل أهلهم مع الموضوع كفرصة للتعليم، والتقويم، بشكل يتجاهل أثر الموضوع عليهم. لذلك (نعم) هي فرصة للنضج والتغيير، و(لا) ليست فرصة لأن “استغلال” هذه الظروف قد يعبر عن عدم تفهم للصعوبة التي يمرون بها، والاتجاه المهم حاليا هو احتواء الطفل وتفهم صدمته بمفارقة مجتمعه الدراسي فجأة، ووجوده الدائم في البيت، وصدمة الحديث عن هذا العدو الخفي، الذي يفتك بالناس، وصدمة التوجيهات التي يسمعونها -ربما أحيانا بطريقة غاضبة- لتقريعهم على لمس شيء، أو الاقتراب من أحد، أو العطس بطريقتهم القديمة، وكلها أمور لم يعاتبهم عليها أحد يوما هذا التغير مفاجئ لهم، ومربك أكثر مما نتخيل.

تجاوز الصدمات

- إدراك الفرد أن الانحناء طبيعي، وأن العودة تعبر عن قوة نفسية.

- محاولة الشخص أن يكون متفائلا بشكل منضبط وأن يحيط نفسه بمن يحب.

- معرفة قيمة أن يواجه الإنسان مخاوفه، وأنها تكبر حينما يختبئ منها.