لا تعلم كثير من الأمهات أنها بتقصيرها في مراقبة ومتابعة وتحصين ابنتها ضد سوء الخلق والفعل، أنها تبعث إلى مجتمعها آفة جديدة، ونواة لمرض يفتك بجسد أسرتها ومجتمعها بل ووطنها.
أن تعلمي ابنتك أن تحيا بحرية فذاك أمر محمود، ولكن لا بد أن تعلميها أنه مع تلك الحرية هناك مسؤولية تحملتها، وهي أنها أصبحت واجهة لك ولأسرتها، وحامية لاسم أبيها وعائلتها ومجتمعها ووطنها. أن تتحكم في مظهرها، وأن تهذب من أخلاقها، وأنها لو غادرت مكانها وسط عائلتها وذهبت إلى آخر بقاع الدنيا، فلا بد أن تحمل معها احترامها لك ولأبيها وعائلتها ومجتمعها، وأن تبعث برسائل عديدة إيجابية لمن تكون وسطهم عن وسطية دينها وتاريخ بلادها، وأن هناك فرقا كبيرا وشاسعا بين المرح والترنح.
هناك فرق بين الملتزمات الراشدات وبين الساقطات والعاهرات. الكلمات قاسية ولكن لا بد أن يسارع الجميع لتدارك أخطائه وتسيبه وتفريطه في تربية بناته، وأن يعلمنهن أنهن يحملن أرقى ثقافة وأنهن واجهات لا بد أن يكن مشرفات، وأن المكان وإن تغير لا يعني أبدا أن الأخلاق تتبدل كما تتبدل الأحذية، وأنه لا بد أن يمحى من العقول المستهترة مقولة "المكان الذي لا يعرفني فيه أحد أفعل فيه ما أريد". التربية لا بد وأن تكون ثابتة، الأخلاق لا بد أن تكون متأصلة، الرقي والتحضر في احترام الجسد وتكريمه، وليس عرضه كما تعرض الذبائح. وأنه عندما ترزق بابنة تسعدها بتربيتها، لا أن تشقيها بتدليلها.
الدلال يعني الحفاظ على ما أنعم الله به عليك ولا يعني التفريط فيه، وتركه مثالا يلعنه كل من يراه.
وعدنا رسولنا بأن بناتنا سوف يدخلن الجنة، ولكن إذا تعبنا وبذلنا كل من نملك من أجل إكرامهن وتربيتهن، ولا أظن أبدا أن الجنة تنتظر أبا أو أما ينامون في بيوتهم سعداء بلعنات من يرى ابنتهم تفعل مايحلو لها بحجة الحرية والرقي والتحضر.
ثروات كثيرة يفرط فيها الكثيرون، لكن ابنتك هي الثروة الوحيدة التي لو ضاعت لا أظن أبدا أنك قادرة على تعويضها.
انتبهي لملبسها وأخلاقها وصوتها وألفاظها، أنت أنجبت سفيرة دين وبيت وعائلة، أنجبتي سفيرة لا سافرة.
حافظي عليها كي تستطيع أن تحافظ لاحقا على قيمتها وتحفظ مكانتكِ ومكانتها.