في كلمة ألقاها رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب مدافعا عن حكومته قائلا: «فعلا اللي استحوا ماتو»، وذلك لما عبر عنه من تحميلها مسؤولية الانهيار، والهدر، والدين العام.

نص الكلمة

«لقد بذلت هذه الحكومة جهدا كبيرا، لوضع خريطة طريق لإنقاذ البلد، كل وزير في هذه الحكومة، أعطى أقصى ما عنده، لأننا حريصون على البلد وحريصون على مستقبله وعلى مستقبل أبنائنا فيه، ليست لنا مصالح شخصية، كل ما يهمنا هو إنقاذ البلد، وقد تحملنا لأجل هذه المهمة الكثير من حملات التجني والاتهامات.

لكننا رفضنا استدراجنا إلى سجالات عقيمة، لأننا كنا نريد العمل، مع ذلك لم تتوقف الأبواق المسعورة، عن محاولات تزوير الحقائق لحماية نفسها، وتغطية ارتكاباتها.

حملنا مطلب اللبنانيين بالتغيير لكن بيننا وبين التغير جدار سميك جدا، وشائك جدا، تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب الوسخة، من أجل الاحتفاظ بمكاسبها ومواقعها وقدرتها، على التحكم بالدولة، قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ، كنا وحدنا وكانوا مجتمعين ضدنا، استعملوا كل أسلحتهم، شوهو الحقائق، زوروا الوقائع، أطلقوا الشائعات، كذبوا على الناس، ارتكبوا الكبائر والصغائر، كانوا يعرفون أننا نشكل تهديدا لهم، وأن نجاح هذه الحكومة يعني التغيير الحقيقي في هذه الطبقة، التي حكمت دهرا، حتى اختنق البلد من روائح فسادها.

اليوم وصلنا إلى هنا، إلى هذا الزلزال الذي ضرب البلد، مع كل تداعياته الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، والوطنية، همنا الأول هو التعامل مع هذه التداعيات، بالتوازي مع تحقيق سريع يحدد المسؤوليات، ولا تسقط فيه الكارثة بمرور الزمن.

نحن اليوم نحتكم إلى الناس إلى مطلبهم بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة المختبئة منذ 7 سنوات، إلى رغبتهم بالتغيير الحقيقي من دولة الفساد والهدر والسمسرات والسرقات، إلى دولة القانون والعدالة والشفافية، إلى دولة تحترم أبنائها.

أمام هذا الواقع، نتراجع خطوة إلى الوراء، للوقوف مع الناس، كي نخوض معركة التغيير معهم، نريد أن نفتح الباب أمام الإنقاذ الوطني، الذي يشارك اللبنانيون في صناعته، لذلك أعلن اليوم استقالة هذه الحكومة، الله يحمي لبنان، الله يحمي لبنان، الله يحمي لبنان، عشتم وعاش لبنان».