القراءة كونها مفيدة أو كونها عادة، ينصح بها، لم تروج لنفسها بالشكل الكافي، بالأخص في مجتمعاتنا العربية. وانتصرت سلع أخرى على الكتاب منها النافع والتافه، إلا أن هناك جوانب لا تؤخذ في الاعتبار حين يتحدث المثقفون وغير المثقفين عن أهمية القراءة.

أشياء لم يتم فتحها للنقاش من قبل الحكومات ومشرفي الثقافة والعاملين بمراحل عمليات النشر الخاص وأخيراً المؤسسات التعليمية. القراءة علاج. نعم القراءة قادرة أن تعالجك من أمراض تعرفها وأمراض لا تعرفها.

لن نذكر وحسب هنا استخدام بعض الأطباء النفسيين للكتب حتى يساعدوا مرضاهم على إسقاط ما في أنفسهم والاطلاع على حيوات لشخصيات مختلفة تخوض صراعاً مشابهاً لما يعانون في حياتهم. وهذا يكون علاجا لمريض دون دواء أو تدخل في حياته بالنصيحة الصريحة. ووجدت حالات تؤكد على التعافي من التعب والأرق وآلام جسمانية بعد مطالعة الكتب بالأخص الأعمال الأدبية.

ولن نذكر لك فقط العبرة والعظة التى يتلقاها أبناؤك أو أبناء آخرون في رياض الأطفال من خلال قصة تروى لهم على لسان عرائس ماريونت تبسط لهم درسا في القيم، أو تحكي قصة من سالف العصر والأوان، وهو درس خرج من نفس الكتاب المهمل أسفل التراب في مكتبتك.

ولن نذكر فقط أنك تمد أذنيك ناحية العاملين بمهن مختلفة في دائرتك الصغيرة لتحصل على معلومات من خبراتهم التي مرت عليهم توصلك إلى مآربك وتقيك غدر غادر، أو تنفع بها نفسك أو أحدا من محبيك. وكل هذه الخبرات هي في رحم كتاب وميلاد قراءة. لكن أيضا سنذكر أن كل أعلام الأمم أصحاب المقامات المرتفعة من مخترعين وعظماء وأصحاب استثمارات، هم من القراء بكثرة وكم منهم قال بأهمية القراءة بالنسبة لحياته ونجاحاته.

"أقضي كثيرا من الوقت في القراءة" (رجل الأعمال بيل جيتس).

"القراءة هي وسيلة لي لأوسع عقلي وأفتح عيني وأملأ قلبي" (الإعلامية أوبرا وينفري).

"أنا أحب القراءة. أريد أن أنصح المزيد من الناس أن يقرأوا. هناك عالم جديد بأكمله في الكتب. إن كنت لا تستطيع تحمل السفر تستطيع أن تسافر بعقلك عبر القراءة. يمكنك رؤية أي شيء والذهاب لأي مكان تريد في القراءة" (مايكل جاكسون).

وسنذكر أيضاً أن أشد ما تتعلق به من أمور، كديانتك مثلا نتاج تعلقك بها عن قراءتك نصوصها المقدسة وأكثر وأكثر إن كنت على دين "اقرأ باسم ربك الذي خلق".

تعلقك وحبك لأقربائك هو حب مدعوم بالنصوص والعبارات. كلمات عن فضل الأم وأخرى عن رعاية الأب وأخرى عن سند الإخوة وغيرها أخرى. تلك هي التي ترددت على مسامعك وشكلت مشاعرك تجاه أقرب الأشياء اليك. نصوص عاشت أزمنة وأزمنة.

القراءة كعادة لك، تزيد من اعتمادك على نفسك في التفكير، وتساعد على تحررك من قيود لا تنفعك، وتقيم في ذهنك احتياطات واجبة لسلامة حياتك.

بشكل عام يمكن أن نقول إن القراءة ستلخص معاناة الإنسان السابقة، وتترك مجالا لأن تتداعى الحلول لتلك المشكلات في أذهان المثقفين والبسطاء، بعدها تخلق إنسانا جديدا، ذا معاناة أقل وأقل، إلى أن تصير ما تصبو إليه البشرية، السعادة من بعد السلام المتحقق. "قارئ اليوم قائد الغد". (مارجريت فولر صحفية أمريكية).