علامات الجودة الأدائية ظهرت في البداية على عطاء فريقي الهلال والأهلي في أول اختبار حقيقي أمام الغريمين النصر والاتحاد. الزعيم سجل تفوقاً ملحوظاً على جاره في حين كان الأهلي حاضراً في نزال العميد، ووضح علو كعبه عندما يلاقي منافسه التقليدي الاتحاد، والذي بات نمراً هشا ليس بمقدوره مقارعة المنافسين، وأصبح الخطر يهدد مضجعه عطفاً على التفريط بالنقاط. القيمة العالية التي جسدها الزعيم الآسيوي في أول ظهور بلا شك خلفها عمل فني منظم بقيادة الروماني (رازفان)، وإن كانت تلك الصورة لم تتجلَ في لقاء الفتح في الجولة التي تليها، وطبيعي التراجع الأدائي بعد أي لقاء قوي وهو ما تجسد على محيا لاعبي الهلال، وإذا كنا نلتمس العذر لبعض اللاعبين بسبب الأرهاق إلا أن الشيء الذي لا يغتفر التصرفات الرعناء التي تضع الفريق في خانة ضيقة، بأن تنقطع الكرة في مناطق خطرة وترتد هجمة عكسية، وهذا السيناريو تكرر مع العديد من اللاعبين، وتحديداً رباعي الدفاع، والأشد مرارة شد قميص للمنافسين، فخلال جولتين وفي المنطقة المحظورة فعلها البرازيلي إدواردو أمام النصر والكوري في موقعة الفتح، في تصرف أشبه بالغباء الكروي، وكأن اللاعب لا يعلم أن هناك أكثر من عشرين كاميرا ترصد أحداث المباراة، وكاد الكوري أن يضع الهلال في الفخ بالتصرف الأرعن لكن لطف الله حول المعادلة، والأكيد أن الجرة لن تسلم كل مرة. وفي خضم التنافس الكروي والحسابات التي يتداولها المراقبون وضع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل النقاط على الحروف حول مشاركة العناصر الأجنبية التي حضرت من خارج الحدود، وأكد أن القادم للأراضي السعودية يوقع على تعهد بعدم الخروج من الحجر لمدة سبع أيام، مشيراً إلى أن هذا الإجراء تم تفعيله مع الحكام الأجانب، وما يؤكد دقة التعليمات أن الاتحاد السعودي استفسر من الجهات المختصة هل بالإمكان إشراك الطواقم التحكيمية بعد مرور ستة أيام من القدوم، فكان الرد لا بد من الالتزام بالتعليمات، وهذا الرد ينسخ كل التأويلات التي تداولها الكثير من المتابعين في الشارع الرياضي بأن ذاك اللاعب أو المدرب لم يخضع للمدة المحددة، وآخر طبقت عليه التعليمات. اللافت أن الحكام الأجانب الذين حضروا لقيادة المواجهات كانوا على مستوى عال من الكفاءة رغم الانتقادات التي وجهت لهم بشكل حاد، وتحديداً الطاقم الذي أدار مباراة ديربي العاصمة، والمغزى من النقد الجارح محاولة الهروب من الخسارة الكبيرة التي تلقاها النصر والإسقاط على التحكيم، وتلك مبررات غير مقبولة، لأن الفارق الفني والأدائي في ليلة العودة كان يميل لكفة زعماء آسيا الذين فرضوا إيقاعهم الفني، وكسبوا المستوى والنتيجة، عموماً مشهد التنافس صراع محموم في قمة الترتيب، وفي المناطق المتأخرة، والقادم يحفل بالمفاجآت. [email protected] -