كشف استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد النعمي عن 5 عوامل تزيد من احتمالات الإصابة باضطراب التوتر ما بعد الصدمة، وتتمثل هذه العوامل في سوء المعاملة، والتحرش الجنسي في مرحلة الطفولة، والإصابة بمرض نفسي آخر كالاكتئاب، إضافة إلى العوامل الوراثية، وغياب الدعم العائلي والاجتماعي.

شبح يلاحق المصاب

ذكر النعمي: تتجاوز النفس البشرية المواقف المحزنة التي تمر بها في محطات العمر التي لا تخلو منها الحياة عموما، لكن بعض الأحزان تصبح شبحا يلاحق المصاب لتشكل ما يعرف بالاضطراب التالي للصدمة. وأضاف: يعرف هذا الاضطراب بأنه مرض نفسي ينتج عن التعرض لمواقف أليمة يصعب على المرء التعايش معها ما يؤدي إلى ظهور أعراض تؤثر في حياة المصاب لعدة شهور أو حتى سنين، مشيرا إلى أن الصدمات النفسية تعد السبب الرئيسي للإصابة باضطراب التوتر ما بعد الصدمة.

الأعراض

تظهر أعراض اضطراب التوتر التالي للصدمة عادة في غضون 3 أشهر من التعرض لموقف صادم إلا أنها قد تظهر بعد مرور سنوات على الحدث. مشيرا إلى أن أعراضه تتمثل في الذكريات القوية ذات الصلة بالحدث المحزن تسيطر على تفكير المصاب، والأحلام المزعجة، ومحاولة تجنب المناطق أو الأشياء التي تذكر المريض بالموقف، وعدم الشعور بالسعادة، إضافة إلى المشاعر السلبية تجاه الذات أو الآخرين، والشعور بالذنب، والعدوانية وسرعة الغضب، ومشكلات في الذاكرة والتركيز ومشكلات في النوم.

رد فعل متأخر

أشار رئيس مجلس إدارة جمعية الإرشاد الأسري والنفسي بمنطقة مكة المكرمة جزاء المطيري إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة هو أحد اضطرابات القلق، ويظهر كرد فعل متأخر أو ممتد زمنيا لحدث ذي طابع يحمل صفة التهديد أو الكارثة الاستثنائية، مشيرا إلى أنه يصيب الشخص نتيجة تعرضه أو مشاهدته لموقف أو مشهد مؤلم وذلك بعد مرور شهر من الموقف، وينتج عنه خوف شديد وقلق ومحاولة لتجنب ذلك الموقف من خلال تجنب الحديث عنه أو التفكير فيه أو الذهاب لموقعه. وقال إن دراسة تناولت (1007) من الراشدين وجدت أن أكثر من ثلث العينة تقريبا - 40% - قد تعرضوا أو شاهدوا خلال حياتهم إلى حدث صادم واحد على الأقل ومن أمثلة هذه الحوادث الاعتداء الجسدي، مشاهدة موت شخص، حوادث اغتصاب، إصابات مفاجئة، التعرض لعمليات سرقة، مشيرا إلى أن نسبة انتشار هذا الاضطراب هي حوالي (3%)، إن نسبة الذكور للإناث (2:1) وأن تطور الاضطراب يصبح أشد في الأطفال وكبار السن مقارنة بمن هم في متوسط العمر وذلك نتيجة لعدم مقدرتهم على المواجهة واكتساب مهارات التكيف.

مراحل خمس

بين المطيري أن معظم الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة يمرون بخمس مراحل لابد من أخذها في العملية الإرشادية والعلاجية، الأولى مرحلة الصدمة والإنكار وفيها ينكر الفرد أنه تعرض لصدمة نفسية، والمرحلة الثانية مرحلة الغضب وفيها يشعر الفرد بالغضب لتعرضه لذلك الحدث المؤلم ويبدأ في لوم ذاته، والثالثة مرحلة المساومة أو ما تسمى التضحية وفيها يكون الفرد في حالة إحباط تجعله يأخذ الوعود على نفسه بأن يفعل أي شيء للخروج من هذه المرحلة، والرابعة مرحلة الاكتئاب وفيها يبدأ تأثير الصدمة حيث يظهر على الفرد علامات الحزن وعدم الاهتمام بما يدور حوله، أما الخامسة تسمى مرحلة التقبل وفيها يبدأ الفرد في فهم ما حدث له من صدمة ومن ثم يصبح مستبصرا بهذا الاضطراب ويتقبل الآثار النفسية والجسدية التي ظهرت عليه وتعد هذه المرحلة هي بداية العلاج.

ما بعد الصدمة

أضاف أن هناك مجموعة من العلاجات المختلفة في أساليبها التي تقدم لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة منها الغمر المتخيل: وهو يتكون من التقديم التخيلي للحدث الصادم الذي واجه الفرد ويحدث ذلك بشكل متكرر حتى الدرجة التي يصبح فيها الحدث الصادم غير مثير للقلق، الانطفاء من خلال التعرض، ومن الطرق العلاجية العلاج المعرفي السلوكي حيث يشترك مجموعة من الأفراد الذين تعرضوا لحدث صادم باستخدام العديد من الفنيات المعرفية القائمة على فحص الأفكار اللاعقلانية التي ارتبطت بالحدث الصادم ومحاولة وضعها في إطار واقعي غير مبالغ فيه ثم استبدال ما هو غير واقعي بما هو واقعي.

مضاعفات اضطراب التوتر التالي للصدمة:

- مشكلات مع الآخرين في المنزل والعمل.

- مشكلات ذات صلة بسوء استخدام العقاقير.

- زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق.

- التفكير في الانتحار.

- الإصابة باضطرابات تناول الطعام.