ارتفع معدل الإصابات بفايروس كورونا خلال الأسبوع المنصرم في العديد من الدول الأوروبية والآسيوية بشكل مفاجئ، وسط مخاوف من حلول موجة شديدة تنذر بعواقب وخيمة إن استمر الأمر على الحال الذي كانوا عليه. بلغت حصيلة هذا الارتفاع أرقاما قياسية حسب إحصاءات المسؤولين فيها، ما اضطرهم إلى إعادة فرض قيود التجول بصورة عاجلة، والعودة إلى المربع الأول من هذه الأزمة، في حين تعدى عدد المصابين في العالم وفق نشرة منظمة الصحة العالمية حاجز 20 مليون إصابة حتى اللحظة، و715.155 ألف وفاة، فيما تسجل المملكة العربية السعودية نسبا شبه ثابتة مقارنة مع باقي دول العالم بواقع يومي يترواح ما بين 1759 و1350 ألف حالة.

الأرقام الفلكية الفاجعة عالميا وعربيا ومحليا، وحجم حالة التأهب القصوى التي اتخذتها كل دول العالم دون استثناء، وتدهور الأوضاع العامة في العالم سياسياً واقتصاديا واجتماعيا، لم تشفع، هناك من يعارض كل التقارير المسجلة والمنسوبة إلى منظمة الصحة العالمية بما فيها من براهين وأدلة دامغة بدواعي بطلان ما يتم تداوله عن الفايروس، ما انفك هؤلاء في بث دعواهم علانية، والتصريح بعدم مصداقية ما يتم تداوله عن هذا الفايروس، متشبثين بصواب رأيهم وعدم صحة ما يجري من تداعيات، واصفين هذا الحدث الجلل بالخديعة الكبرى.

ولفهم حقيقة ما يدور في ذهن بعض البشر، لا بد لنا أن نراعي الظروف النفسية والحالة الصحية التي نشأت فجأة بالتوازي مع ظهور هذه الأزمة، ونسلم بأن هذا الحدث أكبر من أن يستوعب من قبل كثير من الناس بإمكانياتهم العقلية وحالتهم النفسية المحدودة وغير المؤهلة لمثل هذا الحدث، وإن ساق المختصون الأدلة والبراهين. في حوار شخصي لم تكتمل حلقاته لابتعاده عن نطاق العقل والمنطق وخروجه عن دائرة فهم الواقع الحالي، لدرجة أنه لم يكن موضوعيا إلى حدٍ كبير، فلم يستمر طويلا وتمخض وأسفر منذ بدايته بالآفاق الضيقة وسطحية التفكير وندرة المعلومات الصحيحة، فيما يتعلق بحقيقة فايروس كورونا، ولاعتقاد الطرف الآخر أن الأمر برمته لا يعدو أن يكون مجرد خدعة كبرى. لقد اشتدت حدة الحوار في منعطفات كثيرة، كان أهمها المنعطف الذي يدور حول تفسيره للأعداد الكبيرة من المرضى المُسجين على الأسرة البيضاء، وغياب معرفة مصير كثير منهم حتى عن القائمين عليهم من الأطباء؟ فالإجابة كانت مباشرة ودون تردد قائلة إنها «أوهام». الأوهام التي استطاعت بشكلٍ أو بآخر السيطرة على عقول هؤلاء المصابين، والتفت حولهم بصورة أفقدتهم المناعة والقدرة على مواجهة أي داء يمكن أن يحل بهم. قلت متسائلاً، فما بال أعداد الوفيات في ازدياد مطرد، ولا يمكن إيقافه؟ أجاب وبثقة مفرطة، يمكنني الرد على هذا السؤال من خلال النظر إلى حالة الجزع الشديد من المجهول، وتحليلي له بأنه القاتل، نعم قتلهم الخوف من المجهول، وتوقع ما هو أسوأ في المستقبل، استطرد في الإجابة قائلاً، ثمة أمر لا بد أن تعيه وتعلمه جيداً، حيث روى لي مستشهداً بقصة المعارضين الثلاثة للزعيم النازي «أدولف هتلر» حيث تقول القصة إن هتلر تفاجأ أثناء الحرب العالمية الثانية بأن ثلاثة من ضباطه المقربين خالفوا أوامره، فقرر معاقبتهم بطريقة غريبة، حيث وضع كل ضابط في سجن منعزل عن الآخر، وفي كل سجن وضع موسيقى كلاسيكية وقيدهم وجعل أمامهم ماسورة مياه تنقط ببطء، وتم إعلام الضباط بأن هذا التنقيط هو تسريب لغاز سام وسيقتلهم خلال 6 ساعات من الآن، وبالفعل بعد 4 ساعات فقط مات 2 من الجنود، هذا ما يفعله الخوف.

قلت متسائلاً بعيداً عن حقيقة هذه الرواية، هل يمكن أن تنطلي خدعة بهذا الحجم على كل سكان الكرة الأرضية، وتسيطر على العالم بأسره؟ أجاب ولم لا، إن العقول اليوم ليست كعقول الأمس بعد أن أصبحت جوفاء خاوية لا تريد أن تفكر أو تستنتج أو تقرر، لافتا في الوقت نفسه وفي هذا الإطار إلى موقف هو من الأهمية بمكان، استوقفني ملياً، ويجدر بنا الوقوف عنده لسبر أغواره، وهو مشروع «aktion t4» الذي أقره «أدولف هتلر» سنة 1939، بالإشارة إلى برنامج الموت الرحيم الذي مارسته ألمانيا النازية بهدف التخلص من أكبر عدد من الأفراد الذين اعتبرتهم ألمانيا حينها عالة على الاقتصاد الألماني، وهذا بالفعل وبصورة كربونية ما تسعى إليه تلك الأيدي القذرة التي صنعت هذا الفايروس.

حدق بي بعض الوقت، ثم قال هل اتضحت الصورة في فهم حجم مؤامرة ذلك السحر الذي انقلب جزء من سحره عليه، الساحر الذي نادى بضرورة التخلص وتقليص عدد سكان الكرة الأرضية بما يقارب سبعة ملايين إنسان على الأقل، وخص بالذكر من يرونهم عالة على الاقتصاد الدولي، وعبئا على خزينة الدول، بزعمهم بالإشارة إلى كبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة.

هنا أنهيت النقاش وأنا مضطرب الفكر، ما بين الإيمان بالأوهام وحقيقة الفايروس المصنع.