اختتمت أعمال قمة الرياض العالمية للصحة الرقمية، والتي ضمت قادة أوساط الرعاية الصحية، والصحة العامة، والصحة الرقمية، والمؤسسات الأكاديمية لمناقشة الدور الجوهري الذي تؤديه الصحة الرقمية في مواجهة الأوبئة الراهنة والمستقبلية.

وتجاوز عدد حضور القمة 120 ألف مشاهد من حول العالم ممن استمعوا إلى مجموعة من الخبراء في موضوعات مختلفة، بما في ذلك علم الأوبئة الرقمي، ونماذج تنبؤ الأوبئة، والصحة العامة والسياسات الرقمية، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من أنشطة التواصل في ظل أزمات الصحة العامة. ويشير مفهوم الصحة العامة الرقمية إلى الاستفادة من التكنولوجيا والأنماط المستحدثة من البيانات وأساليب العمل الجديدة التي تترافق وعملية رقمنة الصحة العامة وجمع البيانات.

وقال المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، ورئيس جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ورئيس قمة الرياض للصحة الدولية الدكتور بندر القناوي، "لقد غير وباء كوفيد - 19 حياتنا بطريقة مفاجئة، ولكن، ما غلب عسرٌ يُسريْن، ففي هذا العصر الذي يمتاز بالرقمنة وسهولة التواصل، جلب وباء كوفيد - 19 في طياته فرصاً جديدة لنا للترابط والتعلم والابتكار والتفكير في اكتشاف طرق جديدة لمكافحة الأمراض".

وأضاف مدير إدارة الصحة الرقمية والابتكار وكبير مسؤولي نظم المعلومات في منظمة الصحة العالمية بيرناردو ماريانو، "في ظل مرورنا بأول وباء في العصر الرقمي، يتحتم علينا الاستفادة بأقصى ما يمكن من هذه المعرفة الرقمية الجديدة. إن مرحلة ما بعد الوباء تفرض علينا العمل يداً بيد، وإقامة شراكات متعددة ضمن مختلف القطاعات".

وقال رئيس قسم العلوم في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها الدكتور مايك كاتشبول، "إن 80 إلى 90 في المئة من الاستجابة إلى الأوبئة يتعلق بأسس مراقبة المرضى وخدمات الرعاية المقدمة وبنية الصحة العامة، وتمثل هذه الأسس الجانب الأهم من السياسات الصحية من ناحية الاستجابة للأوبئة، وعلينا ألا نغفل كذلك أهمية تعزيز الاستثمار في تطوير أنظمة قادرة على الاستفادة من السجلات الطبية الإلكترونية. كما تعد عمليات التواصل بين الحكومات والعاملين في المجال الصحي والعلماء والجهات الإعلامية وعامة الناس عنصراً فعالاً رئيسياً للاستجابة للأوبئة".

وعلقت مساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية الدكتورة حنان بلخي، "إن القدرة على اكتشاف الأوبئة يجب أن تنبثق من عدة مصادر، من بينها المراقبة الفعالة التي يشرف عليها خبراء في مجال الصحة العامة، والقنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن نستذكر أن علم الأوبئة الحديثة ارتبط منذ بداياته بالتكنولوجيا".

وأضاف نائب رئيس دائرة الصحة في أستراليا البروفيسور مايكل كيد، "أثبت الوباء قدرته على قلب كفة الموازين، إلا أن الزيادة الضخمة في توظيف الصحة الرقمية وقبول تطبيقات الهواتف الذكية لخدمة أهداف الصحة العامة تشكل منفعة دائمة للجميع".

وتنعقد القمة الافتراضية بتنظيم من الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، والأمانة السعودية لمجموعة العشرين وبالتعاون مع المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية، وهي جزء من برنامج المؤتمرات الدولية التي تعقدها الأمانة السعودية لمجموعة العشرين على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين 2020، ويأتي هذا اللقاء عقب القمة الاستثنائية لقادة دول مجموعة العشرين التي انعقدت في السادس والعشرين من شهر مارس المنصرم، والتي عبرت خلالها الدول الأعضاء عن التزامها بالعمل ضمن جبهة موحدة لمكافحة وباء كوفيد - 19.