بعد عمل لمدة عام كامل تستحق الحصول على إجازة، تقوم فيها بالترفيه عن نفسك، والسفر، وقضاء وقت سعيد بعيدا عن ضغط العمل، حيث يعد كثير من الناس الإجازة السنوية الشاحن الأساس لتعود لعملك بروح جديدة، ويعدونها باعثاً للسعادة والأمل، فلطالما كان السفر مصدر إلهام لكثيرين وما زال.

اليوم نتعايش مع أزمة فيروس كورونا الجديد كوفيد-19 الذي أصاب الإجازة السنوية كواحدة من أولى ضحاياه، وقتل بهجتها، أوقفت جائحة كورونا السفر والتنقل والسياحة لبعض الوقت، بل حتى بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية ما زال البعض متخوفاً من السفر والسياحة، تدخل هذا الفيروس في كثير من قراراتنا، ولكن سيبقى الأمر الذي لا يمكن أن نسمح له بأن يتدخل فيه أو يوقفه، هو سعادتنا.

ترتبط السعادة في أذهاننا بالإجازة والسفر، ولكن الدراسات العلمية أثبتت أن المصدر الحقيقي للسعادة فيما يتعلق بالإجازة هو التخطيط والتطلع لها، يقول عالم السياحة الهولندي جيرون ناوجن (Jeroen Nawijn) من جامعة إراسموس في روتردام (Erasmus University Rotterdam): إن السبب الحقيقي للسعادة في الإجازة هي الحالة الذهنية التي تسبق الإجازة من تفكيرك في ماذا ستفعل؟ وماذا ستأكل؟ وماذا سترى؟، إن تفكيرك في كل هذا خلال الفترة التي تسبق الإجازة هو الباعث الأساسي للسعادة، وليس الإجازة والسفر في حد ذاتها.

لا يوجد ما يمنع من أن يلغي البعض مخططاته للسفر من باب الاحتراز، ولكن لا أعتقد أنه من المناسب أن تقضي على تلك السعادة التي كنت تشعر بها طوال العام، لربما لم يعد السفر مناسباً لك في هذا الوقت، لكن هناك بدائل للسفر تستحق منك الاهتمام كالسياحة الافتراضية.

إن السياحة الافتراضية، أو استخدام الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز، في مجال السياحة هو عالم يستحق الاستكشاف، فهناك كثير من الأماكن التي يمكنك استكشافها، وكثير من التجارب التي يمكنك خوضها، وهناك كثير من المعلومات التي يمكنك اكتسابها، إنها سياحة حقيقية كما هو الحال في السياحة التقليدية ولكن بطريقة تقنية متقدمة تناسب الاحتياطات التي اخترتها لنفسك.

يجب أن تستمر السعادة التي كانت تغمرك حين كنت تفكر في إجازتك رغم الظروف الصحية الحالية، نعم... مازال بإمكانك التخطيط لمسار سفرك، وتحديد الأماكن التي ترغب في زيارتها، واختيار التجارب التي تريد خوضها. نعم... ما زال يمكنك بعث مزيد من الأمل والفرح في حياتك. وإذا لم يتبقَّ إلا ركوب الطائرة والمغادرة، فيمكنك استبداله بالسياحة الافتراضية، فالسفر في نهاية المطاف لم يكن الباعث الحقيقي للسعادة في حد ذاته.