عندما يبدو أن هناك تفضيلا خاصا لفرق معينة أو أخرى تعرضت لإجحاف، يصبح مشجعو كرة القدم ووسائل الإعلام على استعداد دائما للتوصل إلى نظريات مؤامرة، بعضها مجنون تماما، وسواء أكانت حقيقية أم لا، سيتذكرها المشجعون جيدا.

موقع Planet Football نشر أشهر 12 مؤامرة ارتبطت بلاعبين وأندية ومنتخبات كروية على مر السنين.

تجربة استخباراتية

ادعى فيلم (Konspiration 58) «مؤامرة 58»، والصادر في عام 2002، أن نهائيات كأس العالم 1958 جرت في أستوديو تسجيل في مدينة «لوس أنجلوس» الأمريكية، وليس باستضافة السويد، كجزء من تجربة وكالة المخابرات المركزية لاختبار قوة الدعاية المتلفزة.

البرهان، المباني الظاهرة في خلفية الملاعب ليست في السويد، الصور المعالجة لأحذية اللاعبين، وأخيرا ظلال اللاعبين التي لم يكن ممكنا أن تكون ناتجة عن شمس صيفية في دولة اسكندنافية، لكن ومع توالي الإثباتات التي تسطح هذا الإدعاء، كشف بيان أن الفيلم كان محاولة من مخرجه «يوهان لوفستيدت» لاستكشاف مزالق التعديل والتحريف التاريخي.

«ووترجيت» كرة القدم

دائما ما تكون مباريات البرازيل والأرجنتين مليئة بالكراهية والشغف ولا تنقصها المتعة.. ولكن مهدئات أعصاب؟!.

هذا تحديدا ما اتهم به ظهير «السيليساو» الأيسر «برانكو» الأرجنتينيين، حيث ادعى أنهم خدروه خلال مواجهة المنتخبين في مونديال 1990، عندما تناول رشفة ماء من زجاجة قدمها له «دي لورينزو» طبيب الفريق الأرجنتيني، وبعد يومين، اشتكى من دوخة وتوعك، وفي عام 2005 اكتسبت الحادثة زخما جديدا عندما لمح «مارادونا» إلى حقيقتها في لقاء تلفزيوني، وبعد فترة وجيزة قال مدربه «كارلوس بيلاردو»، ووجهه يتلوى كما لو كان يحاول ألا يبتسم «أنظر، أنا لا أقول أن ذلك لم يحدث».. وبات لكرة القدم «ووترجيت» خاصة بها.

افتقار الوطنية

بعد فوز كاسح 3/ صفر على ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي كأس إسبانيا «كوبا ديل جنرالسيمو» عام 1943، كان برشلونة المرشح لمواجهة أتلتيك بيلباو في المباراة النهائية على حساب منافسه الشرس، لكن المتاعب كانت تختمر، وحرصا على فرض سلطته ونفوذه على الكأس التي تحمل اسمه، غرم حاكم إسبانيا الجنرال «فرانكو» الكتالونيين بسبب صافرات استهجانهم ضد الريال واحتفالاتهم المفرطة، وقبل مباراة الإياب في مدريد، عاد مدير الأمن الوطني «خوسيه فينات» لتذكير برشلونة بأنهم يلعبون اليوم فقط «بفضل كرم النظام، الذي عفا عنكم افتقاركم للوطنية في مباراة الذهاب»، والنتيجة.. فاز الريال 11/1 وصعد للنهائي.

خداع مارادونا

عانى «دييجو مارادونا» مطولا من فرط نشاط الغدة الدرقية، وزيادة في وزنه، ومع اقتراب مشاركة منتخب بلاده الأرجنتين في كأس العالم 1994، كان يكافح من أجل التخلص من بضعة كيلوجرامات قبل حلول موعد النهائيات، وقد يدعي البعض أنه عانى من خيال مفرط أيضا، خاصة بعد أن أثبت اختبار منشطات وجود مادة «الإيفيدرين» ليتم إيقافه بعد ثاني مباريات منتخب «التانجو» في البطولة، وحينها زعم «مارادونا» أن «الفيفا» وعده بتجاهل محاولاته لفقدان الوزن، لأنهم كانوا بحاجة إلى نجوميته التسويقية لبيع تذاكر البطولة.. يبدو أنهم تذكروا أنها كانت بطولة كأس عالم، وبالتالي ربما سيتدبرون أمورهم بدونه.

مشاركة إجبارية

عصفت نجومية «رونالدو» بمونديال 1998 وقادت البرازيل إلى مواجهة البلد المضيف فرنسا في النهائي، ولكن في الساعات التي سبقت المباراة، عانى «الظاهرة» من نوبة غامضة، واستبعد من القائمة الأساسية المقدمة لمسؤولي المباراة، قبل إعادته إليها لاحقا، لكنه ظهر باهتا وكان واضحا أنه ليس على ما يرام، وانتصرت فرنسا 0/3، تراوحت النظريات بين التلميح بأن رونالدو تم تخديره وأخرى بقبول البرازيل رشاوى مقابل استضافتها نسخة 2006، بيد أن النظرية التي علقت كانت اتهام شركة «نايكي»، التي دفعت مبلغا قياسيا قدره 105 ملايين جنيه إسترليني لرعاية الفريق، بإجباره على اللعب، وهو أمر دائما ما أنكره اللاعب.

لازانيا لندنية

كان كل ما يحتاجه توتنهام هو تحقيق نتيجة مماثلة لما سيحققه آرسنال في نفس اليوم، سواء خسارة أو فوزا أو تعادلا، وسينهون موسم 2005 /2006 في مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، وفي الليلة التي سبقت مباراتهم الأخيرة ضد وست هام، تعرض عدد من لاعبيه الأساسيين لتسمم غذائي نتيجة تناول وجبة «لازانيا» في الفندق الذي يقيم فيه الفريق، ورفض الاتحاد الإنجليزي طلبه بالتأجيل، ليخسر اللقاء والتأهل، وأشار منظرو المؤامرة إلى وجود عملية «عبث» متعمدة، وألفوا قصصا عن كون الطاهي من أنصار «المدفعجية» وأشياء أخرى من هذا القبيل، وبرغم تبرئة الفندق، إلا أن مصدر الخطأ لا يزال لغزا.

تهديدات بالقتل

تدعي هذه المؤامرة أن عملاء سريين سافروا إلى الأوروجواي خلال كأس العالم 1930 للعمل كمجندين شخصيين للدكتاتور الإيطالي «بينيتو موسوليني» الذي أراد أن «يقنع» لاعب الوسط الأرجنتيني «لويس مونتي» بتحويل ولائه إلى «الآزوري» في نسخة البطولة التالية، والتي كان «موسوليني» عازما على استضافتها، وتم إصدار تهديدات بالقتل لوالدته الإيطالية، وكانت هناك أقاويل ذكرت أن «مونتي» كان يبكي خلال الشوط الأول من المباراة النهائية أمام أوروجواي وكانت الأرجنتين متقدمة 1/2 وخسرت في النهاية 4/2، وانتقل «مونتي» إلى إيطاليا في وقت لاحق من ذلك العام ومنح جنسيتها وفاز معها بكأس العالم 1934.

اعتقال كولومبي

السؤال الوحيد الذي لا يمكن لأحد الإجابة عليه هو: لماذا اتهم «بوبي مور» بسرقة سوار الزمرد من متجر محلي في «بوجوتا» الكولومبية، حيث كانت إنجلترا في طريقها إلى مونديال 1970 بالمكسيك للدفاع عن لقبها؟ استجوب المدافع من قبل الشرطة ووضع قيد الإقامة الجبرية لمدة 4 أيام حتى تم الإفراج عنه وتبرئته بضغط من رئيس الوزراء البريطاني ولحق بزملائه في المكسيك، بعد ذلك بعامين، أشارت وثائق مسربة إلى أن هذا الاعتقال كان «قرصة» متعمدة من قبل المخابرات الكولومبية، من المحتمل لاستقطاع المال أو كجزء من مؤامرة أمريكية جنوبية في محاولة لزعزعة استقرار أهم لاعب في صفوف حامل اللقب.

حماية خصوصية

وفقا للقابعين خلف (لوحة المفاتيح) الذين ليس لديهم أي شيء أفضل للقيام به، لم يصب ظهر «نيمار» في مواجهة ربع نهائي كأس العالم 2014 وكان سيكون جاهزا للنهائي، لولا أن منتخب ألمانيا، الفائز باللقب في النهاية، صعق البرازيليين بالسباعية التاريخية في مباراة نصف النهائي، وكان لدى الأشخاص المدعين والذين توصلوا إلى هذه النظرية «أدلتهم» أيضا، فبينما كان البرازيلي محمولا في طريقه إلى المستشفى بعد ضربة تلقاها من ركبة الكولومبي «خوان زونيجا»، غطى «نيمار» وجهه بقطعة قماش (قد لا يكون هو)، وصوره الملتقطة خلالها تفتقد وشمه الشهير وملاحظاته الطبية تم تدميرها لحماية «خصوصيته».

إغراء أرجنتيني

عندما تغلب المنتخب المستضيف الأرجنتين على بيرو التي أقصيت مسبقا بالفعل، بأكثر من الأهداف الأربعة المطلوبة لبلوغ نهائي كأس العالم 1978 على حساب البرازيل، لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى انهمرت نظريات التلاعب، بينها أن الديكتاتور «خورخي فيديلا»، الذي كان يرى أن الفوز بكأس العالم سيحسن الصورة السيئة للبلاد، عرض على الحكومة البيروفية 35000 طنا من الحبوب، والإعفاء عن أصول مجمدة بقيمة 50 مليون دولار، والتخلص من سجناء سياسيين بيروفيين في الأرجنتين مقابل النتيجة اللازمة للتأهل، وفي عام 2012، اعترف سيناتور بيروفي سابق أخيرا بالتلاعب في محكمة مفتوحة.

طريقة ميكافيلية

في الوقت الذي كان لاعبوه يستعدون للمواجهة الأخيرة في مجموعتهم أمام الدانمرك في نهائيات يورو 2004 قال «لارس لاجرباك» مدرب السويد «قد يرغب الإيطاليون في التفكير بطريقة ميكافيلية»، مع العلم بأن التعادل، وتحديدا بهدفين، سيكون النتيجة الوحيدة لضمان تقدم المنتخبين الاسكندنافيين معا على حساب «الآزوري»، واستدرك المدرب «لكن اللعب لأجل تعادل 2/2 أمر غير ممكن.. هذه نتيجة غير عادية»، بدوره مدرب الدنمارك «مورتن أولسن» قال «هذا سخيف.. نحن أناس أمناء».. النتيجة النهائية؟ بالطبع كانت كذلك، وكتبت صحيفة سويدية بتهكم في صفحتها الأولى (2-2!.. تهانينا إيطاليا، لقد أصابت توقعاتك).

اللاعب رقم 12

بالنسبة لكثيرين، يبدو أن الفرق الأكبر هي المستفيدة عادة عندما يتعلق الأمر بقرارات تحكيمية في مباراة تنافسية، وفي إنجلترا، يشعر مشجعو الفرق الأخرى أن هذا هو السائد عندما يكون مانشستر يونايتد أحد طرفي اللقاء، خاصة عندما يكون «هوارد ويب» المسؤول عن إدارتها تحكيميا، وفيما دحضت إحصائيات صحيفة إنجليزية ذلك، إلا أن نظريات المؤامرة لم تتوقف، لأن أصحابها يعتقدون أن «ويب» كان دائما يمد يد العون لفريق السير «فيرجسون»، وبالطبع، كان الشرطي السابق ينكر ذلك، لكنه في عام 2015 سخر من أن يونايتد لم يعد نفس الفريق منذ تقاعده، ورأى كثيرون أن ما قاله مجرد مزحة، بيد أنها أثارت غضب آخرين.