غالبا ما يكون التشويق في المنافسة هو العامل الدافع وراء شعبية أي رياضة، مما يعني أن مشجعين كثرا يستمتعون فعليا بالأجواء التنافسية لرياضات أخرى، ولاعبو كرة القدم المحترفون لا يختلفون، ففي وقت تهيمن اللعبة الجميلة على مسيرتهم الاحترافية، إلا أنهم وبمجرد تعليق أحذيتهم وإعلان تقاعدهم الكروي تتاح أمامهم فرصة الانغماس احترافيا في رياضة أخرى، وهو ما فعله بالضبط لاعبون بارزون، بيد أن هناك آخرين لم تتجاوزعلاقتهم برياضتهم المفضلة حاجز الهواية.

حلم تحول إلى واقع

على الرغم من عودته إلى تشيلسي كمستشار تقني، بدا واضحا أن الدولي التشيكي السابق بيتر تشيك افتقد لصخب الرياضة التنافسية بعد عام من اعتزاله، وقرر التوقيع لناد في دوري هوكي الجليد الوطني، وبالطبع كحارس مرمى، وهي رياضة مارسها ناشئا، وبعد عقدين من كرة القدم الاحترافية، أصبح الحلم واقعا للاعب البالغ من العمر 37 عاما، أيضا السوفيتي الراحل ليف ياشين، عندما كان حارسا شابا في دينامو موسكو، لعب أيضا كحارس لفريق هوكي الجليد بالنادي، وكان على وشك الاستدعاء للمنتخب الوطني، بيد أن ناديه صعده إلى الفريق الكروي الأول في العام ذاته، واستمر ليصبح أحد أعظم الحراس في تاريخ اللعبة.

42 دقيقة احترافية

من بين أكثر مدافعي جيله اكتمالا وأناقة، أمضى باولو مالديني 25 موسما مليئة بالألقاب مع نادي طفولته الميلان، وعندما علق أخيرا حذاءه عام 2009 كان على بُعد شهر من بلوغ 42 عاما، وبدأ يلعب التنس بشكل تنافسي عام 2017، ومع مدربه ستيفانو لانديونيو، تأهل الثنائي في يونيو من العام نفسه لكأس "أسبريا" للتنس (جزء من جولة ATP تشالنجر)، وكانت تجربته الأولى والأخيرة للتنس احترافيا، حيث خسر مع مدربه في 42 دقيقة فقط، وصرح مالديني للصحافة بأنه لا يعتقد أنه سيعود مستقبلا إلى التنس احترافيا، ومع هذا قال إنه سيكون متحمسا لمواجهة الأسطورة روجر فيدرر، لذا ربما تكون تلك مباراة يجب التطلع إليها.

توقف اضطراري

سيظل اسم الأرجنتيني جابرييل باتيستوتا في الذاكرة دائما كأحد أكثر الهدافين فتكا في تاريخ الدوري الإيطالي، بعد سنوات قليلة من اعتزاله بسبب متاعب في كاحليه وركبتيه، تحول إلى رياضة البولو عام 2009، وقال مازحا "كنت سأبدأ ممارستها في وقت أبكر، لو أجبرت على منافسة ليونيل ميسي للحصول على مكان في المنتخب الوطني"، وتدرب "باتيجول" مع لاعب البولو المصنف رقم واحد في العالم أدولفو كامبياسو، ونما شغفه بهذه الرياضة، والتحق بنادي لورو بيانا، بيد أن جسده عانى كثيرا كنتيجة لأيامه الكروية، واضطر إلى ترك اللعبة بسبب مشاكل أعاقت حركته، ويمثل حاليا فريقا للبولو في الأرجنتين اسمه لا جلوريا بولو.

بطل الحزام الأزرق

بعد اعتزاله عام 2006، لم يكتف بيسنتي ليزارازو بألقابه التي حققها مع فرنسا وبايرن ميونيخ، ووجد نفسه يفتقد لذة المنافسة، وحاول ممارسة عدة رياضات، مثل ركوب الأمواج والسكيلتون (سباق الزلاجات الصدرية)، وكان لديه تطلعات لتمثيل بلاده في الأولمبياد الشتوي 2010، لكنه استقر في نهاية المطاف على رياضة الفنون القتالية البرازيلية جيو جيسو، وساعده عزمه وطبيعته التنافسية على إتقانها بسرعة، وأظهر نجاحاته بعد عام فقط من التدريب، وفي أول مشاركة تنافسية تألق في بطولة أوروبا المفتوحة، وأصبح بطلا أوروبيا في فئة الحزام الأزرق للكبار، وواصل تدريبه حتى نال الحزام الأسود عام 2016 عن عمر 46 سنة.

خلط بين رياضتين

ربما يكون أول كرواتي يسجل في نهائي كأس العالم عام 2018، إيفان بيريسيتش، في ذروة عطائه كرويا حاليا، وبالإضافة إلى تمثيله كرواتيا في أربع بطولات كرة قدم رئيسية، مثّل جناح بايرن ميونيخ (معارا من الإنتر) والبالغ من العمر 31 عاما، بلاده أيضا في كرة الطائرة الشاطئية المحترفة، عندما شارك في صيف عام 2017 في بطولة الجولة العالمية للكرة الطائرة الشاطئية، ومن المفارقات أن بيريسيتش بعد عام من ظهوره الأول احترافيا في هذه اللعبة، تسبب بملامسة يده لإحدى الكرات في ركلة جزاء ضد فرنسا في نهائي مونديال روسيا، ربما كان يجب عليه أن ينتظر حتى يعتزل كرة القدم فقط حتى لا يخلط بين الرياضيتين.

غير لائق كرويا

دعونا لا ندخل في جدل ما إذا كانت WWE رياضة أم لا، بيد أنها كانت اختيار الدولي الألماني السابق تيم وايز بعد عامين من تخليه عن كرة القدم، وكحارس مرمى بدا وايز مهيبا جسديا، ومع اتجاه مسيرته الاحترافية إلى نهايتها، بدأ ممارسة كمال الأجسام، ويمكن القول إنه أصبح مهووسا بها مكتسبا كتلة ضخمة من العضلات، واعتبر في النهاية غير مناسب لكرة القدم، لتبدأ قصته مع WWE عام 2014 عندما شارك في أحد نزالاتها في مدينة فرانكفورت، ودعته في العام التالي للتدريب في مركزها الرسمي ليوم واحد، وخطف أنظار المدربين هناك وعلى رأسهم تريبل إتش الذي دعاه ليتدرب لمدة أطول في المركز.

خلف مقعد القيادة

تمتع الحارس الفرنسي فابيان بارتيز بمسيرة كروية لامعة، ومع تقاعده عام 2007 قرر مطاردة مسيرة احترافية أخرى في شغفه الثاني، رياضة السيارات، وبدأ دخول سباقاتها عام 2008، واستمر في التدريب، وتمكن أخيرا من التتويج ببطولة GT الفرنسية عام 2013، وأنشأ فريق السباق الخاص به عام 2016 إلى جانب سائق الفورمولا السابق أوليفييه بانيس، ولا يزال بارتيز نشطا جدا ومنافسا بانتظام في هذه الرياضة، وذكر في مناسبة سابقة "حتى عندما كنت ألعب كرة القدم، كنت مفتونا برياضة السيارات وتثير اهتمامي دائما.. إنها ليست مثل كرة القدم، لا يزال بإمكانك أن تكون جيدا حتى عندما تبلغ من العمر 36 عاما".

من العشب للجليد

كان إلهان مانسيز نجما متألقا في كرة القدم التركية، وتورط في حادث سيارة عام 2007 مما ألحق أضرارا بالغة في ركبته، وخضع لسبع عمليات جراحية في محاولة العودة، بيد أنه لم يتمكن جسديا من تحمل تلك الضغوط، وبعد أن انتهت مسيرته بشكل مفاجئ، تحول شغفه إلى التزلج على الجليد، وقال حينها "كان بإمكاني الاتجاه للتدريب، ولكنني أردت خوض تجربة جديدة في رياضة أخرى"، وبدأ في تعلمها فوق ساحات الجليد برفقة شريكته (بطلة سلوفاكية محترفة)، وطمح مانسيز لتمثيل بلاده في بطولة أوروبا والأولمبياد الشتوي عام 2014، ومع ذلك، لم تسر مسألة التأهل كما خطط لها، حيث انتهى الثنائي في المركز الأخير.

متعة لعب الجولف

كان الأوكراني أندريه شيفتشينكو، لاعب جولف واعدا في شبابه وبارعا أيضا في الملاكمة، ولكنه اختار كرة القدم بدلا من ذلك، قبل أن يودعها بعد يورو 2012، وأمضى نجم ميلان وتشيلسي السابق سنوات عدة في ممارسة الجولف بمتعة وحماس شديدين لدرجة أنه أقام حفل زفافه عام 2004 في ملعب جولف، وتحول بالفعل إلى محترف عام 2013، وجاء ظهوره الأول في كأس خاركوف سوبيريور في أوكرانيا، بعد تلقيه دعوة خاصة لهذا الحدث، وعلى الرغم من مركزه المتأخر، كان مسرورا بتجربته الأولى، وقال "إنها لعبة مختلفة تماما عندما تكون تحت الضغط ولكنني استمتعت حقا حتى إذا لم تسر الأمور بشكل جيد".

شغف خيول السباق

لعب مايكل أوين لأندية كبرى، بينها ليفربول ومانشستر يونايتد والريال، وكان عاشقا للخيول لفترة طويلة، وتقاعد عام 2013 لينتقل إلى شغفه الكبير، مستثمرا قدرا كبيرا من وقته وماله، بامتلاك عدة خيول والمساعدة في تدريب أكثر من 100 خيل سباق في إسطبلاته، وفي حوار تلفزيوني عام 2013، طُلب من أوين مقارنة رياضته السابقة بشغفه الحالي كمالك لبعض أفضل خيول السباق في المملكة المتحدة، وأجاب بأن سباق الخيل "مدمر للأعصاب أكثر بكثير من كرة القدم، ومع هذا، لدي حلم ركوب الخيل يوما ما في سباق حقيقي"، وهو ما تحقق عام 2017 عندما جاء دوره كفارس وحل ثانيا في سباق خيري في "أسكوت".

عند حدود الهواية

هناك لاعبون كان بإمكانهم التفوق في ساحة أخرى، إلا أنهم اكتفوا بها كهواية، وبين أبرز أولئك الشغوفين برياضات أخرى، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي حصل وهو في الـ17 من عمره على الحزام الأسود في رياضة التايكوندو، فيما تجد الملاكمة اهتماما غير عادي من قبل الدوليين الإنجليزيين السابقين واين روني وريو فرديناند، وحصل الهولندي بودوين زيندن على الحزام الأسود في رياضة الجودو بعمر الـ14، وبرع الويلزي جاريث بيل في رياضات عديدة بينها الرجبي، الهوكي وألعاب القوى، بل وكان عداء بارعا في مراهقته وسجل أرقاما مميزة في عدد من سباقات المسافات القصيرة والمتوسطة.

رياضات احترفها لاعبو كرة قدم دوليون بارزون

- هوكي الجليد: بيتر تشيك (التشيك)

- تنس: باولو مالديني (إيطاليا)

- فنون قتالية: بيسينتي ليزارازو (فرنسا)

- كرة الطائرة الشاطئية: إيفان بيريسيتش (كرواتيا)

- جولف: أندريه شيفتشينكو (أوكرانيا)

- سباق الخيول: مايكل أوين (إنجلترا)

- بولو: جابرييل باتيستوتا (الأرجنتينين)

- تزلج فني على الجليد: إلهان مانسيز (تركيا)

- مصارعة WWE: تيم وايز (ألمانيا)

- سباقات الراليات: فابيان بارتيز (فرنسا)، جيرزي دوديك (بولندا)، سانتياجو كانيزاريس (إسبانيا)

لاعبو كرة قدم بارزون كان بمقدورهم التفوق في رياضات أخرى:

- كريكيت: جو هارت وجاري لينيكر (إنجلترا)

- الملاكمة: واين روني وريو فرديناند (إنجلترا)

- الجودو: بودوين زيندن (هولندا)

- الرجبي: أليكس أوكسليد-تشامبرلين (إنجلترا)

- فلوربول (هوكي أرضي): هنريك لارسون (السويد)

- كرة الطائرة: يونس محمود (العراق)

- تايكوندو: زلاتان إبراهيموفيتش (السويد)

- الدراجات: مارويسيو رافينيلي (إيطاليا)

- ألعاب القوى: جاريث بيل (ويلز)، ثيو والكوت (إنجلترا)

- كيك بوكسينج: بول بوجبا (فرنسا)