جازان الحارس المنيع لجنوب الوطن. تحفظ ضجيج الحدود وتقف في وجه الطامعين وتنزف الدم في سبيل الوطن، منطقة جميلة في النهار، فاتنة في الليل. صباحها يعبق برائحة الفل والكادي، عشاقها كثر على شطآن بحرها الأحمر، وفي سفوح جبالها العالية وسهولها الخضراء. ولجازان قصة عشق بينها وبين أميرها محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، قصة تحاكي قطرات الندى التي تلامس أوراق الشجر صباحا فتعطيها الحياة والانتعاش والفرح. أصبحت جازان تعشق أميرها وتزهو ببريقها عند حضوره، وترى أن نموها وازدهارها مرتبط بشخصه وقلبه. وفي المقابل سكنت جازان قلب أميرها فأحبها وأحب ساكنيها وشاركهم أفراحهم وأتراحهم. فأصبح اسمه مرتبطا بجازان وأصبحت جازان معروفة بأميرها. هي قصة حب وعطاء استمرت لعقدين من الزمن.

قبل أيام تلقى أبناء المنطقة خبر الثقة الكريمة بالتمديد لأمير المنطقة، وكانت فرحة تلقائية لتستمر رحلة العشق والعطاء والتنمية بمباركة من ولاة الأمر حفظهم الله الذين كانت ولا زالت جازان محل اهتمامهم وحبهم.

يقولون رب ضارة نافعة... كانت أزمة حمى الوادي المتصدع التي بدأت بمنطقة جازان، وعلى أثرها قام الملك عبد الله -رحمه الله- بقطع زيارته لفرنسا والقدوم مباشرة إلى منطقة جازان، ليهديها الكثير، وكانت أجمل الهدايا والأعطيات، هذا الأمير الإنسان الذي حمل قبس البناء والتنمية للمنطقة فكان نتاج ذلك تغيرا وتطورا شمل جميع المحافظات والهجر، وأصبحت جازان مقصدا للجميع، وأشاد كل من زارها قديما وحديثا بما حصل من نهضة لهذه العروس الساحرة على شاطئ البحر الأحمر. لقد ارتبطت نهضة وتنمية أهل جازان بتاريخ العاشر من محرم للعام 1422 للهجرة. والهدية الأخرى من ولاة الأمر حفظهم الله لمنطقة جازان كانت في الأمير الشاب نائب أمير المنطقة، الذي بادل جازان حبا بحب ووفاء بوفاء، وكان صاحب أيادٍ بيضاء في دفع عجلة التنمية والازدهار بالمنطقة.

وفي ظل انشغال الأمير بتنمية الأرض والإنسان، لم تنس جازان أن تكون خط الدفاع الأول ضد أعداء الوطن، فأحبطت جميع محاولات التخريب وظلت بالمرصاد لكل سلاح غادر يدخل سماءها ويهدد أرض الوطن ونجحت في أن تحرس الوطن والمواطن باقتدار، كيف لا وأميرها هو جنرال صقلته الخبرة وتمرس في الذود عن تراب الوطن، وشغل منصب قائد سلاح المشاة في القوات البرية.

تشهد منطقة جازان اهتماما غير مسبوق ونظرة مستقبلية لتكون أحد أهم الروافد الاقتصادية والسياحية بالمملكة، ويأتي هذا الاهتمام من قبل الدولة ضمن رؤية المملكة 2030، وبمتابعة من أميرها وعراب تنميتها. لقد كان لصانع التنمية في منطقة جازان دور كبير فيما وصلت إليه فعملية التنمية والبناء التي مرت بها المنطقة كانت تقوم على ثلاث ركائز أساسية وهي الدعم الحكومي، والذي يشكل الغالبية في عجلة التنمية بالمنطقة ونشاط القطاع الخاص، ثم الشراكة المجتمعية، والذي برزت في مبادرات مجتمع وأبناء منطقة جازان، من خلال أعمالهم التطوعية ومشاركتهم الفاعلة في رسم الصورة الحقيقية لمنطقتهم، واختيار أجمل الألوان لتكون لوحة تحظى باهتمام الجميع.