الحمد لله على نعمة الدين الإسلامي، الحمد لله على نعمة الأمن والأمان، الحمد لله على نعمة الصحة والعافية، الحمد لله على كل ما وهبنا الله من نعم لا تعد ولا تحصى، ديننا الإسلامي غرس فينا قِيَماً عظمى، وأخلاقاً فضلى، كرَّم الإنسانَ، ودعا إلى احترامه وتقديره، ونهى عن السخرية منه، والاستهزاء به.

قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ".

ومن هنا يجب أن نبتعد عن السب والشتم، ونتحاشى مخاطبة الناس ومناداتهم بكلمات وألقاب وكنى قبيحة تلوث اللسان، وتلوث المكان، وتزرع الحقد والضغينة، وتفسد العلاقات، وتهدم القيم، فيتفكك المجتمع، وتنقطع العلاقات بين ذوي الأرحام، والزملاء، ومن تربطنا بهم صلات وصداقات.

عن حنظلة بن حذيم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه إليه، وأحب كناه.

ولغتنا العربية الفصحى لغة القرآن الكريم نهجت هذا النهج الراقي في التعامل مع الآخرين، ترفع المعنويات، وتشارك في بناء صحة نفسية جيدة للأفراد والجماعات.

فلا يمكن أن تسيء لشخص مصاب بعاهة، كالأعمى والأبرص، وغيرها من ألفاظ، وتبتعد عن الفحش في الكلام.

اشتهر عند العرب تسمية الأشياء بضدها فيسمون اللديغ بالسليم، والصحراء بالمفازة، والأعمى بالبصير، والغراب بحاتم، والمجنون بالمطبوب، والخادم بالمولى، والمصيبة بالجلل.

الله، سبحانه وتعالى، أمرنا أن نختار ونتخير من الألفاظ أحسنها، ومن الكلمات أجملها، ومن التعامل أرقاه، أمرنا أن نكون مفاتيح خير، مغاليق شر، فالحياة جميلة مشرقة، كلها تفاؤل وسرور، وبحور، ومحيطات من غبطة وسرور.

فدائماً اجعلوا قاعدتكم في التعامل مع الآخرين "وقولوا للناس حسناً".