امتداداً لما كتبته عن (التطبيع الشرعي)، أقول إننا كعرب تعنينا «فلسطين» وليس الفلسطينيين، كما أننا كمسلمين تعنينا «القدس» لا المقدسيين، وخصوصاً «المسجد الأقصى».

ولكن من غير المعقول أن يطلب من العرب عموماً والخليجيين خصوصاً أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، الذين باعوا قضيتهم، ويعيش بعضهم في الداخل الإسرائيلي بحال أحسن من حال مواطن غزة والضفة.

وقد ساءنا ما سمعناه من الرئيس الفلسطيني ورفاقه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وهجومهم على العرب، ونيلهم من الخليجيين.

ولا سيما بلاد الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية» التي قدمت لفلسطين أكثر مما قدمه أهلها، حيث الدم الغالي والبترول التاريخي والمال الضخم والمواقف العظيمة والاستضافة الكبيرة والمناصرة الشاملة خلال سبعة عقود.

ويجب أن يدرك الفلسطينيون، وأمثالهم في القضايا المشابهة كـ(كشمير والقوقاز والبلقان وغيرها كثير) أن العرب والمسلمين اليوم ليسوا مثل الأمس، فجيل «الشباب» صار واعياً، ولا يمكن مخادعته واستمرار استغلاله.

وبما أن الفلسطينيين استفردوا بقضيتهم، وتاجروا فيها، وضيعوا الفرص المتلاحقة؛ حتى تلاشت حقوقهم، فعليهم حينئذ أن يقوموا بواجبهم وحدهم.

ونحن كشعوب لن نقف ضدهم كموقفهم ضدنا إبان احتلال الكويت بالأمس، وحوثي اليمن اليوم، ولكن «الشريعة» فرضت علينا ألا نضر أنفسنا ونضيع مصالحنا لأجل من لا يهمه سوى مضرتنا وشتمنا، والتي يؤكدها في كل ظرف ومحفل.

ونحن رب الإبل، وللبيت رب يحميه، ومن غنم شيئاً فعليه غُرمه.