الأجواء في دوري الكبار هذا الموسم لبست ثوباً مختلفاً عن منافسات السباق الماضي، الصراع تحول من القمة إلى المناطق المتأخرة للهروب من الهبوط، واستمر هذا المنوال حتى نقطة النهاية التي ستكشف الطرف الثالث من المغادرين، بعد أن لاح بالأفق فريقا العدالة ثم الحزم، مواجهات ساخنة لا تقبل القسمة، الخاسر سيودع المشهد في حين أن هناك تنافسا لا يقل أهمية للإمساك بالمركزين الثالث والرابع، بعد أن ضمن الهلال البطولة والنصر الوصافة، ولعبة الكراسي ستشتد لكشف آخر فارسين في مربع الكبار والهابط الذي سيرافق الحزم والعدالة.

اللافت أن فريق الشباب الذي سيلعب المواجهة الأخيرة أمام الهلال احتفظ بعناصره المؤثرة ولم يسمح لها بالمغادرة وتحديداً (الصليهم)، فرغم أن الفريق بعيد عن أجواء المنافسة إلا أن الرئيس الشبابي لم يمنح الفرصة للنصر للظفر باللاعب على عكس الأهلي، الذي ودع عبدالفتاح وهو في أمسِّ الحاجة للحفاظ على المركز الثالث الذي ينازعه عليه أكثر من فريق، ومقابلته أمام الرائد ستحدد كل التفاصيل في خروجه من مربع الكبار أو البقاء، ويتجلى في هذا المشهد التباين في الفكر بين إدارتي الأهلي والشباب بالحفاظ على المكتسبات.

وبعيداً عن تلك المشاهد تبقى شخصية الكبار راسخة بقدر ما جسدها الاتحاد، فرغم الظروف الصعبة التي أحاطت به إلا أن كينونته لا تهتز حينما تلوح نغمة التحدي، بدليل أنه الفريق الوحيد الذي وقف نداً للنصر بطل الدوري الموسم الماضي وأزاحه من الكأس وكسبه بالدوري، وفي الموسم الجاري يعد العميد الوحيد الذي بعثر 4 نقاط من رصيد النصر بعد أن فرض تعادلين ساهما ببعثرة أوراق الوصيف وحرمانه من ملاحقة المتصدر. وإذا كان هناك لمسة إعجاب فهي أيضا تكتب لفريق ضمك الأميز بعد العودة من جائحة كورونا، عطفاً على النتائج التي فرضها، والحال ذاتها للرائد الذي بات قريبا من كتابة ومضة يانعة في تاريخه شريطة تجاوزه الأهلي الذي بات في الآونة الأخيرة استراحة للفرق التي تواجهه، وربما أن فوزه على الهلال يكاد يكون المنجز الأبرز هذا الموسم، وصيف البطل النصر سجل انتصارات جديدة من خلال تعاقداته المحلية والأجنبية، وهي الأميز عن البقية التي تتفرج على ما يجسده فارس نجد من صفقات مدوية، لتدعيم خطوطه بالعناصر قبل دلوفه الصراع الآسيوي الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء.