أرسل إليّ بعض الناس مقطعاً يتضمن إيراداً عاطفياً يظن المتحدث في ذلك المقطع أنه محرج، ولا جواب عليه، وهو قوله: كيف تُمنَع دولة قطر المسلمة من عبور أجواء المملكة، بينما يسمح لدولة إسرائيل غير المسلمة بعبور أجواء المملكة؟ ثم بعد ذلك رأيت شخصاً كويتيا يكرر ذلك الإيراد والسؤال على قناة الضِرار الجزيرة.

وأقول جواباً عن ذلك:

العبرة بالأدلة الشرعية، وليس بالعواطف الآنية، ولا الرغبات والأهواء، فأصحاب الدعوى لم يذكروا أي دليل شرعي يؤيد كلامهم، وإنما هي عواطف عاصفة بقصد الإثارة، ولكنها عند التحقيق زبدٌ يذهب جفاء، فمواقف نظام قطر مخزية ومخالفة للأدلة الشرعية، بينما مواقف المملكة العربية السعودية مشرفة بحمد الله، ولا تخالف الكتاب والسنة، بل توافقهما، وبيان ذلك كما يلي:

1. قال الله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، ألم يعتد علينا نظام قطر؟ ألم يتآمر مع كل مجرم بقصد تقسيم بلادنا؟ وظهر ذلك للناس بالصوت والصورة؟ ألم يكن نظام قطر للخائنين ودعاة الضلالة داعماً ومعينا؟ ألم تتفرغ قناة نظام قطر الشريرة المسماة (الجزيرة) للكيد للمملكة العربية السعودية بكرة وعشية؟ ألم يدعم نظام قطر كل ناعق في الخارج إن كان ضد المملكة العربية السعودية؟ ألم يتعاون نظام قطر مع القذافي ضد المملكة العربية السعودية؟ هذه بعض الأمثلة على أذية نظام قطر لبلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية، فبأي حق يعتدي نظام قطر على بلادنا بهذه الطوام والخيانات، ويعترض على قرار المملكة بمقاطعته؟

ألم يقل الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، إنني أرى أن حلم المملكة العربية السعودية عظيم جداً، لأن جرائم نظام قطر أكبر من مجرد عقوبته بالمقاطعة.

وأنا هنا في كل حديثي أقول (نظام قطر) ولا أتحدث عن شعب قطر الشقيق.

2. قولهم إن نظام قطر مسلمون، والجواب: لم نقل نحن أنهم غير مسلمين، ولكننا نقول: ألا يعلمون أن المسلم هو من سلم المسلمون من شره، فهل سلم المسلمون من شر نظام قطر وحقده وأذيته ؟ والجواب: كلا لم يسلموا، وإنما عمّ بأذيته بلدان المسلمين، فسعى في تمزيق الشعوب، وتحريشهم على حكامهم، لتحدث الفوضى وينعدم الأمن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده) متفق عليه.

3. من آذى بلادنا فإنه يستحق العقوبة والطرد سواء كان مسلماً أو غير مسلم، ومن لم يعتد علينا فلا نعتدي عليه سواء أكان مسلماً أو غير مسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا عندما لم يصدر من اليهودي الذي كان في المدينة أذى، أحسن معاملته، ورهن درعه عنده، ولم يطرده منها، بل مات ودرعه مرهونة عنده، ولما حصل من اليهود اعتداء عاقبهم، ولما اقتضت المصلحة الصلح معهم صالحهم، هذا هو الشرع، يقوم على العدل وعدم الاعتداء على من لم يعتد، قال تعالى (وقاتلوا في سبيل اللَّه الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن اللَّه لا يحب المعتدين).