يشهد لبنان سلسلة حرائق منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 من أغسطس، مما تسبب في غضب وسخط الشعب اللبناني الذي مازال يطالب بمعرفة الأسباب ومحاسبة المسؤولين عنها، جراء تكرار هذه الحوادث.

حيث استفاق اللبنانيون على نيران اشتعلت في مبنى صممته المهندسة المعمارية العراقية زها حديد في وسط بيروت، ويعد الحريق الرابع في مدينتهم خلال أيام معدودة.

مواقع التواصل

تداول لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وسط حالة من الذهول صوراً ومقاطع فيديو لحريق نشب داخل المبنى المغلق في أسواق وسط بيروت. وسخروا بمرارة من تكرار مشهد النيران المشتعلة وأعمدة الدخان.

وسارعت فرق الإطفاء إلى المكان، وتمكّنت من إخماد الحريق. وقال أحد عناصر فوج إطفاء بيروت: «حين وصلنا كانت النيران قوية جداً»، مشيراً إلى أن «الحريق نشب في العوازل التي تفصل الجزء الخارجي عن الداخلي» من دون أن يتمكن من تحديد سبب اندلاعه.

وأظهرت لقطات فيديو أضرارا كبيرة لحقت بواجهة المبنى الزجاجية، إضافة إلى أضرار أخرى داخل المبنى.

استمرار التحقيقات

دعا نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ إلى التحقيق في حريق ضخم نشب داخل هذا المرفق الأسبوع الماضي، معتبراً أن القضاء اللبناني أمام «امتحان» مفصلي.

كما أثار الحريق الذي اندلع الخميس في أحد مستودعات المرفأ خشية خبراء وناشطين من أن يكون الهدف منه العبث بـ»مسرح الجريمة»، الأمر الذي نفته مصادر أمنية، مؤكدة أن النيران اشتعلت في مكان مجاور لموقع الانفجار.

وتحقّق الشرطة العسكرية بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات في الحريق الذي أتى على محتويات مستودعات يحتوي أحدها مساعدات غذائية للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتحدث وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار عن «معلومات أولية» تفيد بأن «أحدهم كان يقوم بورشة تصليح مستخدماً (أداة للتلحيم) ما أدى إلى تطاير شرارة واندلاع الحريق».

وقال خلف في تصريحات لوكالة فرانس برس «الحفاظ على مسرح الجريمة كان أول ما طالبنا به»، معتبراً أن الحرائق «مؤشر مقلق.. وما جرى غير مقبول وغير مطمئن».

وأضاف «يجب أن يضع المحقق العدلي يده عليها ويتابع التحقيق فيها».