ونحن على مقربة من يومنا الوطني التسعين، أدرتُ ملف رؤية المملكة نحو نيوم، لأُعرفَ جيل الرؤية بحضارة قادمةٍ بقوة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهي بالتأكيد أصبحت علامة مميزة لوطن الشموخ المملكة العربية السعودية، ونظرت إلى خارطة الطائرة مؤشر الأجواء التي تقطعها الطائرة مروراً بمنطقة تبوك فإذا بالاسم اللامع نيوم، حدودها سهولها جبالها مناظرها بَحْرها الأزرق من الأجواء جزرها، حتى استهواني أن أكتب عن المستقبل في يوم الوطن القادم آواخر هذا الشهر، والذي يحتفل فيه الوطن كله بنجاح التنمية والعطاء، على مختلف مناحي الدولة، لكنني تذكرت هذا المشروع الذي يستحق أن نقف مذكّرين بأهميته وقميته الاقتصادية والسياحية، سيكون معلماً حضارياً لبلادنا بعد اكتماله خلال هذه الرؤية الطموحة. هنا في نيوم لنا موعد مع مدن سياحية تستقبل من أطراف العالم شعوباً مختلفة، تنظر إلى الطبيعة الخلابة في البحر الأحمر والجزر المتناثرة عليه، والتي حرصت عليها الدولة لتكون مكان استجمام للسواح عبر فنادق خطط لها بإذن الله، وأسواق تجارية عالمية ومطاراتٍ تنقلك بين نيوم ومعالم المملكة المماثلة كالبحر الأحمر، وآمالا والعُلا وعسير والقدية، وغيرها من تلك المشروعات الاستثنائية التي أعلنت عنها المملكة في عهد النماء والرخاء، عهد سلمان العزم وولي عهده محمد بن سلمان عَرّاب الرؤية الذي جعل من أيامه ولياليه عملاً دؤوباً، لتخرج هذه الحضارة الجديدة والبناء والتنمية في مساحة رسمها ولي العهد بتخطيط ومهنية عالية، جلب لها أعلى درجات الهندسة في صناعة التصاميم والبناء، وأقوى الشركات الاقتصادية والتجارية، لتتبَارَى في السباق على نجاح هذه المشاريع الفندقية والسياحية والطاقة، وهيأ لها جيلاً يقوم عليها تكون بدايته الريبوت الآلي والذكاء الاصطناعي الداعم لإنجاح هذه المشاريع التي تطل على زُرْقة البحر الأحمر الممر المائل العالمي، إذْ ستكون أكبر محطة للتوقف، تربط القارات في العالم، وهي ممر عالمي تجاري تطل نيوم عليه سيَحْظى بالتأكيد بميزةٍ فريدةٍ على ساحل البحر الأحمر لم يشهدها من قبل، وستُدار هذه المنطقة بمساحاتها ومصانعها ومشاريعها بعقول رجال عَادُوا من الابتعاث في مختلف التخصصات الهندسية والتراثية والإعلامية والفَنْدقة والسياحة، سينعكس عليها بنجاح يُسجله التاريخ لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وضع يده على صدره مؤكداً تحقيقها بإذن الله في القريب العاجل، على يد عقول شباب الوطن الطموح والمتُسلحْ بالدين والعلم، في بلَد جعَل التعليم في مقدمة اهتماماته. إننا كما قال ولي العهد نتطلع إلى تعاون المواطن في تحقيق هذه المشاريع العملاقة في رؤية طموحة يترقبها المواطنون وإن غداً لناظره قريب.