كشف أستاذ علم الفيروسات السريري المساعد الدكتور أحمد الشهري أن هناك قلقا حقيقيا من استمرار نمو جائحة فيروس كورونا الجديد وتزامنه مع أشهر الخريف في دول أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ومنتصف إفريقيا الشمالي، وتلك الأجواء تناسب نمو انتشار بعض الميكروبات خاصة الفيروسات والتي تؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة البشر عند فقدان الرعاية الطبية.

معدلات الانتشار

ذكر الشهري أن الخوف من حدوث قفزات مفاجئة في معدلات انتشار فيروس كورونا في شكل موجة وبائية ثانية أو ربما حدوث ضربة مزدوجة من فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا الجديد معا له ما يبرره من وجهة نظر صحية وعلمية. فهناك تشابه جزئي بين فيروس كورونا الجديد وفيروسات الإنفلونزا الموسمية وبعض فيروسات كورونا السابقة في الخصائص التركيبية وطريقة الانتشار والأعراض السريرية المبدئية (حمى، سعال، ضيق في التنفس).

تناسب أدوات الانتشار

أوضح الشهري أن هناك حيثيات هامة تنطبق على فيروس الإنفلونزا وتناسب كورونا الجديد ومنها درجات الحرارة الباردة التي تدفع بالأشخاص للتجمع لفترات أطول في أماكن مغلقة ودافئة مما يسهل تنفس أي شخص للقطيرات المتطايرة من الشخص المصاب بفيروس كورونا المستجد أو الإنفلونزا عند العطاس أو السعال أو ربما أثناء الكلام.

وقلة نسبة الرطوبة في الهواء في موسم الخريف والشتاء عموما يصاحبه قلة في كمية بخار الماء العالق في الهواء. ربما يعني ذلك عدم امتزاج القطيرات المتناثرة من المصاب بقطرات مائية كافية في الهواء مما قد يبطئ هبوط القطيرات الممتزجة على الأسطح ويزيد فرصة تنفس شخص آخر لجزء منها.

نقطتان تفاؤليتان

أبان الشهري أن هناك نقطتين تفاؤليتين للفيروس وهما ظاهرة تداخل فيروسين مع بعضهما أحيانا قد لا تعني بالضرورة الوصول لذروة الانتشار خلال الفترة الزمنية ذاتها. لا تزال ظاهرة غير مفهومة لوحظت سابقا في انتقال بعض الفيروسات التنفسية وأدت إلى تأخير الذروة الوبائية لأحد الفيروسين.

وكذلك التشابه في الاستراتيجيات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد والإنفلونزا معا يعتبر عاملا إيجابيا. أيضا قد يكون توافر لقاح الإنفلونزا داعما لتخفيف وطأة الذروة الوبائية المزدوجة إن حدثت.