بكل فخر وشموخ تحل الذكرى التسعين ليوم الوطن مجللة بصور ماض تليد، أسس لهذا الحاضر الزاهي مكانة، تأبى إلا أن تتجدد مع انبلاج كل صباح يحمل بين جنباته أفياء التقدم والمستقبل، والخير لسعادة الإنسان وأمنه ورفاهيته في هذه الأرض المباركة، ففي السادس من شهر صفر والأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر، يوم تاريخي مجيد، يعيدنا لماضي البدايات التي قامت عليها مملكتنا الحبيبة، حينما أرسى خلالها قواعد هذا البنيان، لتنشأ في تلك اللحظة التاريخية دولة فتية تزهو بقيم الإنسانية، في كل أصقاع الدنيا، باحثة عن العلم والتطور، سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها، ولجميع المجتمعات البشرية.

إن هذه الذكرى المتميزة لا تعني مجرد مناسبة وطنية عابرة فحسب، وإنما وقفة تأمل وإعجاب في قدرة هذا الكيان الشامخ على البناء، وتخطي العوائق والصعاب، والتغلب على كل التحديات بفضل وتوفيق من الله أولاً، ثم بالإيمان القوي، والوعي التام بوحدة الهدف، وصدق التوجه في ظل قيادة حكيمة، وشعب محب لوطنه وولاة أمره، حيث يستذكر أبناء المملكة هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، على ما حقق لهذه البلاد المترامية الأطراف، ولإنسانها من خير كثير نتج عنه وحدة أصيلة، حققت الأمن والأمان، بفضل الله، ثم بفضل عمله الدؤوب، فكانت وما زالت أمنا وأمانا وبناء ورخاء.

إن هذا التأصيل والعودة للتاريخ تعطي الانطباع الحقيقي للأجيال، وتوثيق الحقائق، وكيف كانت البدايات في بناء هذا الصرح العظيم، فمنذ أن وحد أركان وطننا، المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ومملكتنا تعيش حياة آمنة مطمئنة، تتمتع فيها برغد العيش، والأمن الذي تحيا في ظله الأمم، حيث كانت البدايات الصحيحة بعد جهد وكفاح، ونصر من الله، والتي استمرت منجزات الوطن في النمو جيلا بعد جيل، وحمل الراية بعد وفاة الموحد أبناؤه البررة، لتستمر عجلة التنمية، وتزدهر البلاد، ويسود الأمن في أرجاء الوطن، وتوالت عجلة التنمية مع حكام البلاد ملك بعد ملك، يرحم الله من فقدناه، ويعين الأحياء ويوفقهم لما فيه خير هذا الوطن المعطاء.

ها هو قائد نهضتنا ورائد مسيرتنا ملك العزم والحزم سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظ الله، وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، سلمه الله، ازداد البناء الكبير معهما عزا ورفعة، وساد عهد جديد من الخير والعطاء والإنجاز، حيث تميزت الإنجازات بالشمولية، والتكامل، لتشكل ملحمة عظيمة لبناء وطن، وقيادة أمة جسدت ما اتصف به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من صفات متميزة في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن، وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه، وحرصه الدائم على سن الأنظمة، وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجلات، مع توسع في التطبيقات قابلته أوامر ملكية سامية، تتضمن حلولا تنموية واقتصادية فعالة، وبقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة مباركة، من ولي العهد مهندس الرؤية، التي تؤسس قوة اقتصادية للمملكة بين القوى الاقتصادية العالمية، فأصبحت المملكة ضمن دول العشرين لأكبر الاقتصاديات في العالم، واستطاعت مملكتنا أن تكون في مقدمة الدول العظمى، وها هي تقود بحزم وعناية دول العشرين، ولم تصل مملكتنا لهذا المستوى إلا بجهود مشهودة من العالم بأسره، كل هذا والمواطن هو المهم لدى القيادة الحكيمة، لتوفير كل يحتاجه من مقومات الحياة الأساسية من التعليم والصحة والتنمية، شاملة ومتابعة دقيقة لكل ما يخدم المواطن ويسهل عليه الحياة.

* الأمير محمد بن عبدالعزيز

نائب أمير منطقة جازان