في صبيحة الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام يستحضر السعوديون ملحمة وطنية جسَّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، ورجاله الأوفياء.

ملحمة جمعت شتات الجزيرة تحت راية واحدة ضمت بين جنباتها كلمة التوحيد وشعار التقوى.

ملحمة جمعت القلوب قبل الأجساد حول ملك عادل وإمام صالح.

ملحمة وضعت اللبنة الأولى لكيان سياسي عُرف بالمملكة العربية السعودية.

ملحمة صاغت دستور البناء والنماء يتناقله الأجيال كابراً عن كابر.

ملحمة امتطى صهوة جيادها ملوك بررة وأئمة مخلصون شعارهم العدل، ودثارهم الإخلاص.

ملحمة جسَّدت عمق الموقع الجغرافي الاستراتيجي، والمنزلة الروحية في أفئدة المسلمين في أنحاء المعمورة. ملحمة جعلت نصب عينيها المشاعر المقدسة وخدمة الحاج والمعتمر والزائر.

ملحمة تشرفت بتوشح قادتها بخدمة الحرمين الشريفين.

ملحمة انطلقت بصرخة حق وألفة قلب لتشق طريقها نحو المجد وتتربع على سدته فمن يداني بلادنا بالمنزلة والمكانة والشرف؟!

إنها بلاد الحرمين، ومهوى الأفئدة، ومأرز الإيمان، ومنطلق الرسالة، هنيئاً لبلادنا بقيادتها وشعبها، والله نسأل لها الحفظ والاستقرار شامخة عزيزة بدينها وقيمها وقادتها ورجال أمنها البررة، وشعبها الوفي المعطاء.