فيما اكتفت إيران بالسكوت عن الحريق الذي وقع في طهران، وقيل إنه في مدينة لصناعة الألبان، ثم أظهرت التسريبات عن أنه مركز للأبحاث النووية، دون متهمين أو تهديدات بالرد، تكرر السيناريو نفسه في لبنان، بعد الانفجار الضخم الذي حدث في بلدة عين قانا الواقعة في جنوب لبنان،

ولا توجد معلومات وافية عما حدث، باستثناء رواية حزب الله الذي منع الجيش اللبناني من الدخول إلى المنطقة باعتبارها تحت سيطرته الأمنية منفردا، ومنع الصحافة من تصوير موقع الانفجار، مبينا أن ما حدث هو حريق في محطة وقود، ثم أصبح الأمر انفجار بقايا ألغام من حرب تموز 2006 نتجية «خطأ تقني». كما فسر كثيرون أن ما حدث في عين قانا، هو قصف مستودع أسلحة استنادا إلى تاريخ حزب الله في تخزين الأسلحة بين المنازل السكنية.

تخزين الأسلحة

أظهرت فيديوهات منازل في عين قانا عبر الواتس آب مدمرة بالكامل، دون أي أرقام عن قتلى أو جرحى، حيث منع حزب الله الصليب الأحمر اللبناني من الدخول إلى موقع الحادث، واقتصرت عمليات الإنقاذ على الهيئة الصحية التابعة له.

وقد سبق انفجار عين قانا منذ أكثر من شهر، وأشار الصحفي ألكس بنجامين، في تغريدة له إلى استعمال حزب الله منازل في عين قانا لتصنيع عبوات وتخزين أطنان من الـTNT وC4 وRDX وصواعق كهربائية وذخيرة حية. بعيدا عن سعي حزب الله كما إيران لإخفاء حقيقة الحرائق والانفجارات التي باتت تستهدف مواقعهم العسكرية، يبقى التحليل المنطقي الوحيد لما حدث في عين قانا أنه كان عملا أمنياً على غرار الحريق الذي حصل قبله بساعات قليلة في طهران.

أنظمة الدفاع الإيرانية

هناك تغيير واضح في قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي تشير معظم استطلاعات الرأي إلى أنه سيحظى بولاية ثانية في البيت الأبيض، ولتحقيق هذا الأمر بعد أزمة كورونا عليه أن يسجل نقاطا عديدة في المرمى الإيراني عبر العراق ولبنان.

وتحسبا لأي تطور قد يقع، ينتشرالجيش الأمريكي في الشرق الأوسط بجهوزية كاملة، حسب تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية.

ويأتي ذلك مع استمرار الغارات على سوريا، لاستهداف أنظمة الدفاع الايرانية، وصولا إلى تمركز السفن الأمريكية في مواقعها في مياه الخليج العربي.

حيث اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارها بتدمير أي موقع إيراني يقوم بنشاط حربي، كالحريق الذي اندلع، أمس، في طهران.

وبالمقابل تواجه إيران الضربات الجوية الأمريكية لمواقعها العسكرية في عقر دارها أو في سوريا بالصمت دون تعليق أو اتهام أي طرف، واكتفى رئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني بالقول بعد الحريق الكبير الذي نشب في عاصمة بلاده بأن «الولايات المتحدة الأمريكية لن تهزم إيران، أو تسيطر عليها من بوابة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها منذ ثلاثة أشهر». متجاهلا سقوط العملة الإيرانية إلى 280 ألف ريال مقابل الدولار الواحد.