أكد المحلل السياسي السعودي، الخبير الإستراتيجي العسكري، العميد حسن الشهري، أن السعودية تركز على القوى الناعمة لتعميق علاقتها بالآخرين والتأثير إيجاباً فيهم، وتحتفظ بقوتها الصلبة لحماية مكتسباتها ومقدرات شعبها من خلال القوات المسلحة وجهاز أمن وطني متطور، مدعومة بسياسة خارجية حكيمة، تقيم وزناً للقانون الدولي والإنساني ولقواعدهما العرفية وللقرارات الدولية، وتحتفظ بحق الردع إذا اقتضت الضرورة للدفاع عن النفس، ملتزمة بعدم التدخل في شؤون الغير، وتشجب العنف بكافة وسائله، وتؤكد على التعايش السلمي بين كل دول العالم.

السلام خيار استراتيجي

أشار الشهري، الذي كان يتحدث افتراضيا عبر تقنية «الفيديو»، في ندوة بعنوان: «السعودية في يومها الوطني الـ90.. وفن إدارة الأزمات الكبرى»، بتنظيم من نادي الأحساء الأدبي، وأدارها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور دايل الخالدي، إلى أن السلام خيار استراتيجي، ومنطلق أساسي للسياسة في السعودية، وهي دولة ذات سيادة ومؤثرة في البيئة الإقليمية والدولية، وتسعى للتعايش بين الدول، وتحرص على استقرار أسواق النفط العالمية، وتضبط إيقاع هذه السلعة الإستراتيجية، كما تسعى لتنمية التجارة الدولية على أسس عادلة، واقتصاد حر، وأن السعودية تنظر إلى السلام على أنه أحد خياراتها الاستراتيجية، ولديها رؤية استراتيجية تتضمن خططاً تنموية هائلة للمستقبل ونجاح هذه الخطط يتطلب بيئة مستقرة إقليمية ودولية.

لا تقيم وزناً للضجيج

أضاف أن المملكة تملك إرادتها وسيادتها لإقرار المناسب لها، وحيوياً لمصالحها العليا في الوقت المناسب، ولا تقيم أي وزن للضجيج، وهي صاحبة المبادرة العربية التي بدأت عام 1981 في مؤتمر القمة العربية في المغرب، وأن أعمال المملكة في السلام ذات شهرة واسعة منذ عقود بين دول عربية وإسلامية وأجنبية، وتقود السعودية دول الـ20 الأقوى اقتصادياً في العالم هذا العام 2020، بكل ثقة واقتدار رغم المتغيرات المتسارعة والتحديات الكبرى الصحية والأمنية والاقتصادية والنقدية غير المسبوقة منذ نهاية الكونية العالمية منتصف القرن الماضي، ومع بداية تفشي جائحة كورونا سارعت السعودية بدعم الصين (مهد الوباء) في بداية أيام الجائحة الأولى، وشكلت لجنة من الداخل مكونة من 20 عنصراً من عناصر قوتها الوطنية لإدارة الأزمة، مشيراً إلى أن سياسة السعودية حالياً أشد وضوحاً، وإستراتيجيتها أكثر سلامة في الداخل والخارج من أي وقت مضى، وأن السعودية دولة مركزية ومحورية، وقد برزت قدرتها الفائقة في إدارة الأزمات الكبرى في هذه المرحلة، وواجهت تلك الأزمات بحكمة وصلابة وبقرارات شجاعة.

نجاحات أثقلت كاهل الأعداء

بدوره، أبان المحلل السياسي، عضو مجلس المنطقة الشرقية عبدالرحمن الملحم، خلال الندوة، أن السعودية تعرضت لأزمات كبيرة جداً محلياً وعربياً ودولياً، واستطاعت معالجتها والسيطرة عليها، والانتهاء منها بنجاح، مؤكداً أن النجاحات المستمرة للسعودية، أثقلت كاهل الأعداء، حتى فشلت الحملات الإعلامية لهؤلاء الأعداء فشلاً ذريعاً

وذكر أن السعودية، قضت خلال 3 أعوام على 4 آفات في آن واحد، وهي: الإرهاب والتطرف والفكر الضال والفساد، وتعد مرجعاً كبيراً لدراسة كيفية استطاعة المملكة القضاء على الإرهاب، وأنها حققت نجاحاً كبيراً، منقطع النظير في عاصفة الحزم، وأن من يعتقد أننا نحارب مجموعة من الحوثيين في الحد الجنوبي، فهو مخطئ جداً، فنحن نحارب إيران، التي أرسلت إلى المملكة 343 صاروخاً بالستياً، و425 طائرة درونز دون طيار، وأن هذه الاعتداءات الإيرانية، تبين أن المملكة استطاعت وبقوة أن تحمي حدودها وكل ممتلكاتها من اعتداءات العدو.