يتفنن مزارعو التمور في المملكة في اتباع طرق تحافظ على محصولهم من التلف، ويعتمدون لتحقيق ذلك على تخزينه أو طبخه وتجفيفه للاستفادة منه لأطول وقت ممكن، حتى خارج مواسم جنيه وحصاده.

ويعمد مزارعو التمور في المدينة المنورة إلى طبخ أحد أنواع التمور، وهو (نوع الربيعة) الذي يعد من الأصناف التي تشتهر بها المدينة المنورة، ويضيفون إليه الكركم وقليلا من الزيت، ثم يجففونه لمدة ثلاثة أيام قبل نظمه في خيوط مخصصة لذلك.

فترة الزهو

يوضح أمجد الكحيلي لـ«الوطن» أن طريقة طبخ التمر قديمة، ويمكن أن تصنف على أنها طريقة من التراث الذي تناقله أبناء المدينة المنورة، حيث يقومون بطبخ التمر، ويختار لهذه العملية تحديداً صنف الربيعة من البلح، ويتم طبخه في فترة الزهو قبل أن يصبح تمراً، ويضاف له الزيت والكركم، ومن خلال هذا العملية يحفظ التمر بصورة أخرى عن طريق تخزينه.

ويقول «يجفف البلح عقب طبخه لمدة ثلاثة أيام، ثم ينظم في حلقات، تضم كل حلقة 20 حبة إلى بعضها بعضاً، وهناك من يستخدمه في المكسرات والحمص، وكما يستخدم بالإضافة إلى البهارات ويضاف إلى المأكولات لإعطاء نكهة خاصة به».

ويضيف «يستخدم البعض هذا التمر المطبوخ والمجفف للمعالجة».

ويؤكد «تحافظ هذه العملية على إنتاج المزارع، حيث تحفظه لمدة طويلة، كما يقوم المزارعون بتسويقه إلى محلات بيع المكسرات والبهارات، وقد يخزن لسنوات مقبلة دون أن يؤثر ذلك على جودته، أو يتسبب في تلفه».

تجنب الكلفة

وتفيد طريقة الطبخ والتجفيف للتمور في حفظها بعيدا عن استخدام الثلاجات وأجهزة التبريد التي تعد مكلفة من الناحية المادية.

ويعد المزراعون التمور بعد طبخها وتجفيفها ويبيعونها إلى محال المكسرات والحلويات التي تقوم بخلطها مع المكسرات أو طحنها لاستخدامها كبهارات.

ويفضل أصحاب محال المكسرات والعطارة شراء مثل هذا النوع من التمور المجفف لاستخدامه في عدد من الأغراض التسويقية، فبعضه يخلط مع المكسرات المختلفة، وبعضه يباع كبلح مجفف، أو بهارات مطحونة.

ويرى المزارعون أن هذه هي الطريقة الأنسب لتصريف محصول النخيل، والتخفيف من كلفة التخزين.

وتركز المزارع البعيدة عن المدن، والتي تفتقد الكهرباء وأدوات التبريد هذه الطريقة لأنها الأجدى اقتصاديا في حفظ المنتج وعدم تلفه، وبالتالي الاستفادة منه ماديا.

إقبال كبير

يجد محصول التمر المطبوخ والمجفف بأشكاله المختلفة إقبالاً لا بأس به من الراغبين، فهو يعد مصدرا عاليا للألياف الغذائية القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، ولهذا فله دوره في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وعمله.

ويعد التمر كذلك مصدرا جيدا لعدد من المعادن والفيتامينات أبرزها الحديد والجلوكوز، مما يجعله مصدرا مهما للطاقة والدفء خاصة في فصل الشتاء.

وبعد أن كان التمر الطعام الأساسي للعرب في شبه الجزيرة العربية منذ القدم، حافظ على حضوره الدائم والقيم على المائدة في المنطقة، ودخل في تركيب وصناعة عدد من الحلويات في الوقت الحالي، ولعل خلطه بالمكسرات يعد الشكل الأساسي لدخوله في صناعة الحلويات، خصوصا مع الفوائد الكبيرة التي يقدمها وعلى الأخص في شهر رمضان المبارك، حيث يكثر عليه الطلب في الشهر الفضيل، حيث يصيب الصائم نقص في السكر بسبب توقفه عن تناول بعض الأطعمة التي تدعم الجسم بالسكريات، إضافة إلى نقص العناصر الغذائية الأخرى، وهنا يعوض التمر والمكسرات ما فقده الصائم خلال صومه، ناهيك عن أن التمر يعطيه مخزوناً من الطاقة.

أهمية طبخ التمر وتجفيفه

- يحفظ التمر من التلف

- لا يحتاج حفظه إلى أدوات تبريد

- يمكن بعد طبخه بيعه مع المكسرات

- يتيح طبخه وتجفيفه استخدامه كبهارات

فوائد للتمر والمكسرات

* التمر

يمد الجسم بالطاقة وبسرعة لسرعة هضمه وامتصاصه

يقتل الجراثيم ويطهر الجهاز المعوي

يحتوي على معادن ضرورية لصحة الإنسان

يساعد في تصحيح حموضة البول

* المكسرات

تقلل الإصابة بأمراض القلب

تعمل على تنظيم معدل السكر في الدم

ألياف المكسرات تسهل عملية الهضم

تخفض نسبة الكوليسترول في الدم