لم يكن إقصاء فريق الهلال من المنافسات الآسيوية ليمر مرور الكرام على الجميع بعد تصدره مجموعته وتأهله إلى دور الـ 16 في المنافسات الآسيوية، رغم الظروف التي أحاطت به عشية وصوله للدوحة، وتضاعفت الشدائد إلى ما قبل النزال الأخير، حيث غاب عن التشكيل الأساسي حوالي 16 لاعبا إلى جانب المدرب وأخصائي العلاج الطبيعي، ودخل لاعبو الهلال بـ 11 عنصرا، غير أن نظام الآسيوي أبعده من البطولة لأن الفريق لم يشرك 13 لاعبا، في حين أن نظام الفيفا ينص على مشاركة 7 عناصر، وكان يسبق تلك المواجهة الموقف الرجولي أمام نظيره الإيراني الذي دخله بنقص، ورغم ذلك فرض التعادل، وأعلن تأهله وخاض الزعيم الآسيوي المباراة المشهودة بفريق جله من الشباب الواعد، شاركوا للوهلة الأولى على صعيد الكبار. اللافت أن دكة الاحتياط لم يتواجد فيها سوى 3 عناصر أسماؤها غير معروفة (عبدالله البيشي، أحمد الجبيع، تركي المطيري)، في حين أن دكة المنافسين معززة بعشرة عناصر، على اعتبار أن التغييرات تجيز دخول 5 لاعبين، وما لامس الهلال في هذا المعترك لم يثنه عن تقديم أفضل الصور الأدائية، حيث غيّب الخسائر وفرض إيقاعه في جميع المباريات.

ما جسده الهلال من صورة إدائية مختلف في كل تفاصيله، وسيخلده التاريخ حتى وهو يغادر البطولة مرفوع الهامة بدون خسارة، عشاق الهلال تفاعلوا مع الروح الوثابة التي قدمها فريقهم، والأكيد أن الإشكالات التي صاحبت الفرقة الزرقاء تعد درساً في الكفاح والنضال وسط الميدان، لكن قرارات الاتحاد الآسيوي المجحفة أطاحت بالزعيم الآسيوي. كان الجانب المؤلم رفض تأجيل اللقاء ليوم واحد، وأيد ذلك أمين عام الاتحاد السعودي، وبالتالي تكالبت الظروف وأبعدت الهلال عن بطولته التي يقف على هامتها، فضلاً عن تصدره مجموعته في حادثة لم تتجلَ من قبل.

وبقدر ما يتنامى لدينا من طموحات تجاه الفرسان السعودية إلا أن الشيء الذي لا يزال جاثماً على صدورنا موقف الاتحاد الآسيوي مع فرقنا سواء داخل الملعب أو القرارات التحكيمية، وما تحيكة اللجان في الخارج، وربما أن الهلال الأكثر اكتواء بنار الرعونة، وما حدث بالدوحة خير شاهد، ناهيك عن الصافرة التي سلبت حقوقه ذات مرة. ما حدث للهلال مؤخرا صفق له المحايدون قبل أنصاره إعجاباً بقهره الظروف التي كابدها حتى آخر رمق، وكان بالإمكان أن يصعد لدور الـ16 أربعة فرسان سعودية، لكن الزعيم أبعد عنوة وتأهل الثلاثي (التعاون، النصر، الأهلي)، ونجح الأخير بالوصول لدور الثمانية، وبقي فارس واحد على اعتبار أن النصر والتعاون سيصطدمان في دور الـ16.

وأمام هذه الأجواء المحمومة يعد فريق النصر الأكثر أريحية بتكامل صفوفه والدعم الشرفي الذي ساهم في تغيير جلدة الفريق، وبالتالي امتلاكه ترسانة متكاملة وسط الميدان وفي الدكة، ولا شك أن نظام البطولة سيتيح الفرصة لتحقيق أفضل المكتسبات للفريق المتمكن ومن أقصر الطرق.