لم يتأخر حدوث الخضات الأمنية المتوقعة في لبنان بعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، لتهديد القوى السياسية وإخافة اللبنانيين، حيث نعت قيادة الجيش اللبناني العسكريين اللذين استُشهدا بعدما أطلقت عناصر إرهابية إطلاق النار على أحد مراكزه في مدينة المنية في شمال لبنان. كما يتوقع حدوث المزيد من العمليات المتنقلة، والتي تهدف إلى: إما تنفيذ الأجندة الإيرانية أو إحراق لبنان بمن فيه، وبات الأمر محسوماً أن إيران لن تتخلى عن ورقتها الرابحة (لبنان) عند تفاوضها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى ذلك الوقت فواقع اللبنانيين وحياتهم اليومية بين شبح التفجيرات أو الاغتيالات أو خطر استيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة.

زعزعة الأمن

يهدف حزب الله الآن إلى زعزعة الاستقرار الأمني في لبنان عبر ضربات أمنية خاطفة وسريعة. تنفذها مجموعات إرهابية وهمية، قد تحمل اسم داعش، أو غيرها، كالتي نشطت فجأة بعد اعتذار أديب، إلا أن القوة الضاربة في فرع المعلومات قتلت 13 إرهابياً منها واعتقلت 15 آخرين، فالمطلوب الآن تشتيت الأنظار بعيداً عمن أسقط أمل اللبنانيين في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والأهم خفض سعر صرف الدولار عند تأليف الحكومة. ولطالما قام حزب الله لمواجهة الانتفاضات والمقاومات ضده، بإرسال داعش إلى الواجهة من بوابة الشمال، وتحديداً مدينة طرابلس نظراً لأنها تعتبر «مزعجة» للثنائي الشيعي، كونها الأكثر شجاعة في إعلان مناهضتها لأجندة حزب الله الإيرانية، والدليل نجاح انتفاضة 17 تشرين في عاصمة الشمال أكثر من أي مدينة لبنانية أخرى.

مذبح الصراعات

تحقق ما تريده إيران، وهو تعطيل لبنان حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية، حيث سيتضح لها من وكيف ستفاوض في الإدارة المرتقبة، فإما ستكمل في خط المواجهة أو ستعمد إلى المهادنة والمفاوضة، وحتى ذلك الوقت لبنان في مهب ريح «جهنم»، بعد أن وضعه الثنائي الشيعي على مذبح الصراعات في المنطقة حفاظاً على مصالح إيران.