نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا يتضمن بيانات جديدة عن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" في الولايات المتحدة، الأمر الذي ينذر بموجة ثالثة وخطيرة من تفشي الوباء في كافة الولايات.

وقالت المجلة إنه بعد مرور فصل الصيف، ظهرت خلال الأيام الماضية علامات مقلقة تؤكد صعود الحالات من جديد في الولايات، وذلك مع اقتراب الخريف والشتاء، وقد تشبه الموجة الجديدة ما رأيناه في أوائل يونيو الماضي.

%32 زيادة الإصابات

منذ آخر ظهور في 9 سبتمبر، عندما كان المعدل الوطني للإصابات عند 34300 حالة يوميا - وهذا الرقم لا يزال أعلى من ذروة أبريل - وارتفعت الحالات إلى 45300 حالة يوميا، بزيادة قدرها 32%. وترسم هذه الأرقام الجديدة صورة مقلقة تنذر بالمتاعب - على الرغم من تأكيدات الرئيس دونالد ترمب المتكررة، ولكن غير الصحيحة بأن البلاد "تقترب من المنعطف الأخير" بشأن الوباء.

%90 لم يتعرضوا للفيروس

في منتصف يونيو الماضي، كانت هناك مؤشرات على أن COVID-19 قد يدخل في موجة ثانية حيث عاد المعدل الوطني إلى الصعود.

وفي الواقع، بلغت ذروة الموجة الثانية ضعف الموجة الأولى. والآن نشهد ارتفاعا مثيرا للقلق في الحالات التي قد تنبئ بحدوث موجة ثالثة وربما أكثر من الموجتين السابقتين.

وقال مدير مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي في كلية بلومبرج للصحة العامة الدكتور توم إنجليسبي: "آخر المعلومات تقول إن 90% من البلاد لم يتعرضوا بعد للفيروس". وأضاف: "الفيروس لم يتغير ولديه القدرة على الانتشار بسرعة إذا أتيحت له الفرصة".

وقالت مجلة "التايم" إن هذه الفرصة ربما تكون الآن سانحة للفيروس للانتشار بشكل كبير في كل الولايات، معللة ذلك بعدة عوامل منها تسييس ارتداء الأقنعة والكمامات، والإرشادات المتضاربة التي أصدرها البيت الأبيض ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء؛ والسياسات الحكومية والمحلية التي تسهم في انتقال الفيروس، متهمة هذه السياسات بأنها تساعد في انتشار الوباء.

وقال عميد كلية كولورادو للصحة العامة الدكتور جون ساميت: "ربما تكون الاستراتيجية الموحدة والمنسقة قد أوصلتنا إلى مكان مختلف". وتابع: "حتى داخل بعض الولايات، قد تعمل المقاطعات بشكل مستقل. هناك تباين كبير في المصداقية الممنوحة للمعلومات المضللة، بعضها مصدره الإدارة وحتى الرئيس ترمب".

توزيع الحالات

هناك أكثر من 3000 مقاطعة في الولايات المتحدة، وكلها تقريبا تسجل أرقاما فردية يومية لاختبارات COVID-19 الإيجابية الجديدة. ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات: صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وتضم كل منها حوالي ثلث سكان الولايات المتحدة - وبالتالي فإن أكبر 62 مقاطعة، وتضم 110 ملايين شخص، كانت مسؤولة عن حالات أكثر من أي من الفئتين الأخريين حتى منتصف أغسطس. وانقلبت القصة الآن، حيث أسهمت كتلة المقاطعات الأصغر - التي تضم نفس العدد من إجمالي الأشخاص ولكنها موزعة عبر منطقة جغرافية ريفية أكبر بكثير- في معظم الحالات الجديدة.

يقول ساميت: "بالنظر إلى أن هذه مناطق ريفية، فمن المرجح أن تكون سلوكيات الأفراد هي المحرك المسيطر على مسألة معرفة سبب تفشي الوباء".

ومهما كانت الأسباب المتعددة للموجة الثالثة، فهناك ما يدعو للقلق من أنها ستثبت أنها أسوأ من الموجتين الأوليين. وذلك يعني الوصول إلى طقس أكثر برودة في بعض الولايات وقضاء المزيد من الوقت في الداخل، حيث تنتقل الفيروسات بسهولة أكبر عن طريق الهواء الذي ينتج عندما يعطس الناس أو يسعلون أو يتحدثون فقط. ومع استمرار تفشي الوباء، من المحتمل أن يلغي العديد من الأشخاص السفر الموسمي والاجتماعات العائلية في عيدي الشكر والميلاد وما إلى ذلك - ولكن من المرجح أن يمضي الكثيرون إلى الأمام بغض النظر، مما يعني الحد الأدنى من التباعد الاجتماعي في الطائرات والقطارات المزدحمة وحول طاولات عشاء العطلات.

9 سبتمبر كان المعدل الوطني للإصابات 34300

الآن 45300 حالة يوميا، بزيادة قدرها 32%

أكبر 62 مقاطعة مسؤولة عن تفشي الوباء

%90 لم يتعرضوا للفيروس حتى الآن

الموجة الثالثة ستكون أسوأ من الموجتين الأوليين