يعتقد أغلب أصحاب التحليل السياسي الدولي أن القضايا الداخلية البحتة في البوتقة الأمريكية هي التي تحدد نتائج الحسم والفوز، بعد عملية التصويت بالنسبة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وفي المستقبل المنظور بالنسبة لمرشح الحزب الجمهوري، الرئيس الراهن دونالد ترمب، ومرشح الحزب الديمقراطي جوزيف بايدن، الذي شغل سابقاً منصب نائب الرئيس الأمريكي الأسبق من الحزب الديمقراطي (باراك حسين أوباما)، وقبل ذلك كان بايدن عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي في اللجنة القضائية، وأبرز القضايا الداخلية في المرحلة الراهنة والتي سوف تحدد ماهية نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة:

قضية الحرائق المشتعلة في الغرب الأمريكي (ولايات كاليفورنيا أوريجن واشنطن استيت مونتانا) هل هي حرائق طبيعية أو عن أعمال إجرامية؟ والتي دمرت آلاف المنازل ومرافق الحياة الضرورية وشردت آلاف السكان وأغلبهم من الفقراء، وقضية الحرائق مرتبطة بقضية البيئة (ENVIROMENT) وتلوث الأجواء.

قضية تفاقم وباء مرض كورونا، وقضية كورونا قضية دولية، حيث يبلغ عدد المصابين بهذا المرض أكثر من 30 مليون نسمة حول العالم، وفي الولايات المتحدة الأمريكية حوالي أكثر من 6 ملايين مصاب، وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

قضية الضرائب المالية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي قضية هامة وحساسة بالنسبة للشعب الأمريكي، حيث يدعو الحزب الجمهوري إلى عدم رفع نسبة الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة والأغنياء الأمريكيين، بينما يدعو الحزب الديمقراطي المعارض الذي يستحوذ على أغلب مقاعد الكونجرس الأمريكي الاتحادي في واشنطن دي سي (مجلس النواب) إلى تخفيض نسبة الضرائب على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.

قضية الصراع العنصري العرقي بين الأمريكيين البيض ذوي الأصول الأوروبية الأنجلو سكسون، وبين الأمريكيين السود الزنوج ذوي الأصول الإفريقية، والتي اندلعت تداعياتها قبل أسابيع على شكل مظاهرات قام بها الأمريكيون السود ذوي الأصول الإفريقية في المدن الأمريكية، ضد قوات البوليس الأمريكي بعد مقتل بعض السود الأمريكيين على يد قوات البوليس الأمريكي.

ومن المعروف تاريخياً في الانتخابات الأمريكية أن حوالي 97% من السود الأمريكيين الزنوج يصوتون لصالح الحزب الديمقراطي الأمريكي.

قضية أين تذهب غالبية أصوات الأمريكيين القادمين أصلا من دول أمريكا الجنوبية (المكسيك، السلفادور، هندوراس، بيرو، إكوادور، جواتيمالا، وغيرها من متحدثي اللغة الإسبانية) ومن المعروف أن حوالي 70% من هؤلاء يصوتون تاريخياً للحزب الديمقراطي الأمريكي المعارض.

قضية اليسار الاشتراكي اليهودي الأمريكي وهؤلاء يصوتون تاريخياً للحزب الديمقراطي الأمريكي، وهم أصحاب نفوذ في المؤسسات السياسية الأمريكية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والفنية.

وبالنسبة للحزب الجمهوري الأمريكي فإن اليمين الأمريكي اليهودي الرأسمالي يصوت له، وهؤلاء أصحاب نفوذ في المؤسسات الرأسمالية الأمريكية، الكريستال ديركو الإنجيليين المسيحيين الأمريكيين اليمينيين المتشددين وغالبيتهم من البيض الأمريكيين ذوي الأصول الأوروبية، وهؤلاء أقوياء في الكنائس المسيحية الأمريكية من البيض الأمريكيين ذوي الأصول الأوروبية، وهؤلاء يصوتون للحزب الجمهوري الأمريكي.

وهنالك قضية داخلية هامة تؤثر في الانتخابات الأمريكية (قضية الإجهاض بالنسبة للنساء والبنات الأمريكيات)، وبالنسبة للحزب الديمقراطي المعارض فإنه يدعو إلى التساهل والمرونة في هذه القضية، فهو يمنح حق الاختيار الذاتي للنساء الأمريكيات في حرية الإجهاض، بينما الحزب الجمهوري الأمريكي المتشدد أكثر صعوبة وتشددا في قضية الإجهاض.

أما قضايا السياسة الدولية الأمريكية فهي تحدد نتائج الانتخابات الأمريكية بنسبة 30% فقط، وأبرزها في المرحلة الراهنة قضية الصراع التجاري والإستراتيجي بين أمريكا والصين.

والصين دولة إستراتيجية هامة على الصعيد الدولي فهي تستحوذ على ثاني اقتصاد دولي في العالم، وتستحوذ على ثالث قوى عسكرية نووية وتقليدية في العالم، وقضية التبادلات التجارية الأمريكية الصينية قد تكون في صالح بايدن، لأن ترمب قد خسر هذه القضية في صراعة التجاري مع الصين الشعبية، قضية العلاقة الإستراتيجية مع إسرائيل والولاء مع إسرائيل هي في درجة واحدة في المجتمع الأمريكي، وهنالك قضايا أخرى دولية مثل الصراع مع إيران وكوبا، والعلاقة مع دول الاتحاد الأوروبي، وروسيا، وهي دولة إستراتيجية هامة، ودول الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي العربي، والعلاقة مع القارة الإفريقية والآسيوية والعالم الإسلامي، وقضية ما يعرف بالإرهاب الدولي والعلاقة مع كندا وأستراليا.