على حساب «منصة إعلاميي الأحساء» على تويتر قرأت مقالاً لكاتب «مغمور» مقارنة بما يكتب، وبعدها عدت بنفسي لأقرأ مقالات كتّاب ذوي أسماء «رنانة» وكأنهم أقسموا يمينا ألا يكتبوا إلا كلمات «خجلانة» على نفسها من الظهور الإعلامي، فتجد الصحف تعج بمحتوى مهترئ ولكن المهم أنها «تعج»، وهذا هو ما يبحث عنه بعض الناشرين للأسف، ومع قراءتي لهذا المقال تمنيت أن يصل إلى أكبر عدد ممكن من المطورين والحالمين ليزيدوا جمال هذه الأفكار إبداعا، وعلى أمل أن يصل إلى وزارة التعليم، فسأنشر لكم اقتباسا لا يتعدى النصف من المقال، وبالتأكيد سيكون مفيدا لكم أكثر من «فزلكاتي» اليومية، إذ يقترح في مقاله تطويرا لمحتوى «منصة مدرستي» وبرامج «التعليم عن بعد» ككل، ويتخيل كيف سيكون العالم من حولنا إذ يقول فيه: (وأعود لمهنة المعلم، وهي قيمة عليا للإنسان لا يستحقها أياً كان، فهذه القيمة يجب أن يعمل لها «انتخاب طبيعي»، ويكون ذلك بعمل جهاز كبير يعنى بمنظومة تقنية يكون فيها الكتاب إلكترونياً، يتم تحميله على الجهاز الكفي، وكل معلم له صفحة خاصة، ويتم تعويم هذا الصفحات، وتدوير المعلمين، بحيث لا يكون هناك طالب «ما» لمعلم «ما»، إذ يحق للطالب اختيار المعلم الذي يناسبه فقط، أيّاً كان مكانه في هذه القارة السعودية، وبهذه الطريقة ستظهر الفروقات الفردية، وستنكشف الحجب التي لا نراها نحن كأولياء أمور، ولا كمكتب إشراف زياراته متواضعة، وسيلجأ المعلم لرفع إمكانياته المعرفية وسيتجاوز المهنة من معلم تقليدي إلى محترف؛ بل إلى صانع للمعرفة.

سيتحول إلى مقاتل ليبرز كفاءته، ويتم تقييمه من خلال طلابه الذين يدخلون بأرقامهم كطلاب، وسيكون هناك وسائل لطرح الأسئلة كالأسئلة المتكررة، وتخصيص أيام لمناقشتها بطريقة تراها وزارة التعليم من خلال تلك المنصة، وفي الجهة الأخرى سيكتشف الأب والطالب مدى قدراته، وستكون هناك رؤية واقعية لا تحتمل الأعذار لمستقبل الطالب.

حتى الوطن، سيكون لديه رؤية واضحة لقيمة الجيل القادم ومدى قدراته بشكل مبكر، وسيعرف مسارات النشء، وسيكون لديه تصور لحاجات الوطن، ولن يكون هناك تكدس للطلاب في مسارات متشابهة، وستضاف مواد ثانوية للطلاب الطموحين، وسيعرف الطالب قيمة تطوير الذات، وسيبحث عن الفرق الذي يميزه عن زملائه ومنافسيه، ولن يكون هناك سقف للعلم، ولا عدد معين من المواد، سوى بالحد الأدنى. ستقوم شركات عظيمة كأرامكو وسابك وسكيكو والاتصالات وغيرها بدورها المجتمعي، وستتبنى دورات التطوير من فصول وورش، حتى تعطي الطالب فرصة للاحتكاك بالعالم المادي، ويكون الالتحاق بها عبر المنصة، وفي قاعات لا تخلو مدينة منها الآن. وبهذا سنصنع وطنا جديدا رياديا، الريادة بمفهومها الحقيقي، وقد تجرب هذه الأفكار على شريحة معينة لمعرفة جدواها، فالإنسان لا يخضع لمبدأ التكرار «كباقي المخلوقات».

فلتكن بلادنا أول بقعة ينقرض فيها القلم والورق والممحاة، ولنكن أول من يغلق المدارس، «ويفتح المدارك»، ورغم أنني أعلم أن الإنسان عدو ما يجهل، ولكن المجهول عادةً ما يحتاج لقلب أسد، بقلم: عبدالعزيز بن عضيب المسردي).

ما أود قوله أنني فخور بك أستاذي عبدالعزيز، وكلي أمل في أن يتم إثراء محتوانا الإعلامي بهكذا مقالات تحمل أفكارا طموحة، بدلا عن التوجدات والتحسرات ولو كانت تنبؤات، فستكون بمستقبل «ابنة ترمب» وأطفال «الأمير هاري»، ونسينا مستقبل بناتنا وأطفالنا.