قبل انطلاق دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ظهرت بعض الإرهاصات المقلقة للمعسكرين النصراوي والهلالي، وقد تكون الأبرز على الساحة وتفوق حدة الخروج النصراوي من المنافسات الآسيوية التي تبعتها خسارته أيضاً للاحتجاج الذي قدمه على الفريق الإيراني، الأخبار الموجعة تتمثل برغبة مهاجم النصر حمد الله بفسخ عقده لعدم تسلمه رواتبه المتأخرة، وأيضاً رفض قائد الهلال سلمان الفرج التجديد مع ناديه، حيث أشعل ذلك صخباً إعلامياً، وقبل تلك الأحداث كانت هناك مطالب من مهاجم الأهلي السومه بالرغبة بالانتقال لفريق آخر.

واستبدال القمصان وارد في عالم الاحتراف الذي يُتيح للاعب التنقل دون عناء، وتحديداً العنصر الأجنبي الذي بمقدوره فسخ عقده على طريقة جوليانو مع النصر وحمد الله عندما حضر من قطر وقبلها خريبين الذي لعب للهلال بذات السيناريو، وكل لاعب يعرف التدابير جيداً ويختار الأفضل، ولا شك أن مقدم العقد يدخل في عملية التفضيل غير أن هناك جانباً يفترض أن يوضع في الاعتبار، ويتمثل بالبيئة التي سينخرط بها اللاعب، لأن الأهم الراحة النفسية قبل أن يخوض التجربة الجديدة، وقد يصدم بأشياء لم تكن بالحسبان، وهو لا يملك مظلة أو مأوى شديد التحصين في خطوته المستقبلية.

وما أرمي له سلمان الفرج الذي يفترض أن يتوقف كثيراً لكي لا ينسف التاريخ الذي كتبه مع فريقة مقابل أرقام مالية قد تعوض في مسيرته الكروية المتبقية، خاصة إذا كان يلعب لفريق بحجم الهلال الذي لا يفارق المنصات وصنوان مع البطولة والأمجاد.

بعيدًا عن أحوال اللاعبين باتت تطلعات الجماهير طاغية تحديداً في الهلال والنصر، فالأول رغم البطولتين اللتين حققهما مؤخراً، فإن عشاقه ينتظرون بشغف إعلان الصفقات المحلية والخارجية في حين أن النصر الذي خسر ثلاث بطولات مع الإدارة الجديدة كسب الرضا في الصفقات، وليس بالانتصارات وسط الميدان بمعنى أن هناك تبايناً بين الجارين العاصميين، والسؤال العريض من يملك القدرة على تحقيق تكامل المعادلة الصعبة سيكون سيد الجولة!!ويقيني أن إدارة الأستاذ فهد بن نافل بمقدورها إبراز كل الجماليات لأنها جلبت الصعب وتبقى الأسهل على نقيض الجار الذي فرط بأسهل بطولة في تاريخه الكروي رغم زخم الصفقات المدوية على الصعيدين المحلي والخارجي، بقى التأكيد للحكم المحلي أن فرصته عادت من جديد للعودة للواجهة وتفعيل النجاحات إذا استفاد من تجربته السابقة وعالجها بتقنية "VAR" التي سهلت الشيء الكثير على الحكم قبل اتخاذ القرارات المصيرية في دوري لا يقبل أنصاف الأخطاء.