أوضح أستاذ علم الفيروسات السريري المساعد أحمد الشهري أن تجدد الإصابة بفيروس كورونا الجديد أصبحت واقعا مثبتا والأيام ستوضح مدى تكرر ذلك، حيث إن بعض الجهات الطبية في العالم من فترة لأخرى أبلغت عن حالات محدودة تجددت لديها الإصابة بالفيروس من ضمنها حالات سجلت في الصين والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية. وتقاطعت نتائج تلك الحالات مع مشاكل تقنية في نتيجة التشخيص أثرت سلبا على موثوقية الإبلاغ. وحاليا تم إثبات صحة تجدد الإصابة بالفيروس لدى أربعة متعافين حول العالم بالأدلة العلمية المعتمدة على النتائج الإيجابية لفحص البلمرة الجزيئية.

حيثيات الإصابة

أشار الشهري إلى أن العلماء يحتار العلماء في فهم حيثيات الإصابة المتجددة ويصعب إيجاد تفسير مقنع في الوقت الراهن. هناك حاجة ملحة لمزيد من الدراسات لمعرفة مدى استمرارية الاستجابة المناعية لدى المتعافين على فترات تتجاوز 12 شهرا. قلة الدراسات المسحية وضعف استراتيجيات المسح النشط لدى بعض الدول تقف عائقا أمام دراسات تتبع الاستجابة المناعية. تنوع الاختبارات المخبرية للكشف عن الأجسام المضادة وتباين كفاءتها يشكل عائقا تقنيا آخر يصعب من خلاله مقارنة النتائج بين 40 مليون إصابة عالميا.

تكوين الاستجابة

أبان الشهري أنه في ظل السعي الحثيث للتوصل إلى عقار أو لقاح آمن وفاعل، فحالة التعافي من عدوى الفيروس تعرف بقدرة الجسم على تكوين استجابة مناعية متخصصة ضد سلالة الفيروس وغياب الأعراض السريرية لمرض كوفيد19- كفاءة الاستجابة المناعية تتمثل في تواجد أجسام بروتينية ترتبط بسطح الفيروس وخلايا تائية تتعرف على الفيروس وتخلص الجسم منه. تجدر الإشارة إلى أن دراسات التسلسل الجيني توضح انتقال سلالات عديدة للفيروس بين البشر تميزت بتغيرات جينية بسيطة في المادة الوراثية لكل سلالة فيروسية. يبدو حسب نتائج الباحثين أنها غير مؤثرة في خصائص الفيروس التركيبية وطرق انتشاره. تعتبرالحالة المسجلة في هونغ كونغ لشاب ثلاثيني عائد من إسبانيا ولا يوجد لديه مشاكل صحية أو مناعية من أوائل الحالات المثبتة علميا. الشاب أصيب مرة أخرى خلال فترة زمنية تقل عن خمسة أشهر بعد التعافي من الإصابة الأولى.

نتائج دراسات الحالات المتجددة الإصابة:

- وجود سلالة أخرى لفيروس كورونا المستجد عند الإصابة مجددا وهذا مشابه للعدوى ثانية بفيروس حمى الضنك.

- فرضية تطور سلالة الفيروس المسببة للإصابة الأولى وربطه برد فعل الجهاز المناعي لا تدعمه أدلة كافية.

- بعض التغيرات الجينية لسلالات الفيروس تلعب دورا غير مفهوم في تفاقم شدة المرض.

- تعرض بعض المتعافين للإصابة مجددا خلال الفترات المقبلة احتمال وارد في حال التعرض لعدوى سلالة أخرى لنفس الفيروس.

- لا يعني بالضرورة أن المناعة المكتسبة بعد التعافي ستحمي من أعراض كوفيد19 الخطيرة عند الإصابة مستقبلا.

- الوقاية من الإصابة مجددا لا ترتبط مباشرة بتمتع المتعافي بحالة صحية ومناعية جيدة.

- عدم فاعلية مفهوم مناعة القطيع المتمثل في السماح للفيروس بالانتشار في مجتمع معين وتكوين مناعة طبيعية دائمة ضده.